اتصل بنا
 

حين يحمل الملك وطنه على كتفه

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-06-19 الساعة 01:59

جلالة الملك عبد الله الثاني يشارك الأردنيين في محنهم ويحمي وطنهم بدون اهتمام بالبريستيج الزائف، ويظهر كملك إنسان يشبه الأردنيين تماماً، وينفرد الأردنيون بملك يحمل على كتفه وطناً كاملاً ويشارك الفزاعين بملابس نومه، ويظهر نظرة ابن العقبة وابن معان وابن الطفيلة وابن الكرك وابن مادبا وابن عمان وابن الزرقاء وابن السلط وابن جرش وعجلون وابن اربد الشماء، ويتعلم الأردنيون منه كيف يكون الذود عن الحياد والنشمي موقفاً لا شعارات.
نيسان ـ


اختزل جلالة الملك عبد الله الثاني كل المسافات، ووضعنا مباشرة وسط مشهد عفوي يفيض وطنية وإخلاصاً، فأصبح الحديث أكثر من صعب.
لم أعتد كتابة الحرف مديحاً، لكن حين تجد نفسك محاطاً بملك إنسان، بلا حراسة، وبلا مراسم، وبلا بزة عسكرية، فحتماً ستمتلئ فخراً بأردنيتك.
نعم، اختزل جلالة الملك كل مطلحات الوطنية والانتماء حين ظهر لصيقاً للاردنيين، في محنهم وكربهم، فهو دائماً أول من يهب لنجدة شعبه دون أن يعبأ بعناوين 'البريستيج' الزائف، في وقت تلتهم به أسنة النار ما حولها بلا رحمة.
أمس، أدرك الأردنيون أنهم ينفردون بملك يشبههم تماماً، ملك في قلبه تفاصيل عشق أردنية لا يتوانى عن حمايتها.
أمس، حضر الملك بملابس نومه ليشارك الفزاعين، ويحمل على كتفه وطنا كاملا .
اكاد اسمع صوت قلبه وهو يقفز فوق تلك الصخرة، وهو ينادي يالنشامى الفزعة، احموا الدار من الحريق .
اكاد ارى في نظرته شموخ الاردني الصادق، وأكاد ألمس بداخله شيئا سيقوله لاحقاً لحكومته. من منا سينسى تلك النظرة الملكية الموجعة؟.
هي نظرة ابن العقبة من فوق مركبه وهو يستقبل الشمس تشرق بين الجبال السود، هي نظرة ابن معان بصلابته وابن الطفيلة بطيبته، وابن الكرك بقلعته، وابن مادبا بكرمه وابن عمان بجباله، وابن الزرقاء بأنفته وابن السلط بشهامته، وابن جرش وعجلون وهم ينظرون الى قطاف الحصيد وفرحتهم بغلالهم. إنها نظرة ابن اربد الشماء الى المفرق حامية الحدود .
ليتهم منك يتعلمون كيف يكون الذود عن الحياد، ليتهم يتعلمون كيف يكون النشمي موقفا لا شعارات . نخلع امام وقفتك وامام ملابسك كل القبعات, ليتهم سيدي يرتقون عن المناصب ليرتقي بهم الوطن كما ارتقى بك.

نيسان ـ نشر في 2017-06-19 الساعة 01:59


رأي: د. علي الطفيحات أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً