المرأة الخارقة

محمد قبيلات...كان يمكن أن تتخذ الحكومة الموقف الصحيح من فيلم المرأة الخارقة (Wonder Woman) وهو فيلم حركة تم إنتاجه في الولايات المتحدة وصدر في سنة 2017، بلغت تكلفة إنتاجه نحو 149 مليون دولار بينما حقق إيرادات تقدر بـ 300 مليون دولار. تلعب الممثلة غال غادوت دور البطولة فيه، وهي التي سبق لها أن خدمت في جيش الاحتلال الصهيوني.
نعم؛ كان يمكن أن تمنع الجهات الرقابية عرض الفيلم بالأخذ برأي الجهات المعارضة، فهو رأي يمتلك من الوجاهة ما يجعلنا نقف إزاءه احتراما واجلالا.
السياسة المستقلة فيها الكثير من الفُسَح للرسمي، فبامكان السياسي الاعتماد على موقف المعارضة والاختباء خلفه في بعض القرارات التي يكون فيها مقيدا باتفاقات أو بروتكولات دولية، خصوصا أن الأردن ليست أول دولة تمنع عرض هذا الفيلم، فقد تم منعه في لبنان وفي مدينة سوسة التونسية.
كذلك، فإن بامكان المعارض الوطني أن يساعد الرسمي في القدرة على تبني مواقف غير مواقفه تتعارض مع التزاماته القانونية والدبلوماسية باللجوء إلى القانون، وجعل المسألة تأخذ مناحٍ رسمية ومؤسسية باتخاذ خطوات قانونية، على سبيل المثال، ففي اللجوء للقضاء نجاة للأطراف جميعا.
حينها يستطيع الرسمي الدفاع عن موقفه بوجود أمر قضائي يمنع عرض الفيلم، ولا يستطيع كائن من كان، سواء في الداخل أو الخارج، الاعتراض على قرار قضائي.
وكان بامكان المعارضة اللجوء إلى القضاء والطعن بقرار اجازة عرض الفيلم، بذلك تمنح الجهات الرسمية المهرب الآمن، والعذر القوي في المحافل الدولية، كما أن هذا الاجراء يعزز صورة دولة المؤسسات والقوانين، التي لا تخضع للأهواء والمزاجات أو المناكفات.
ففي حقيقة الأمر، لا يوجد هناك مَنْ يتعاطف مع من خدموا في جيش الاحتلال الصهيوني الذي نتغنى في كل عام بانتصارنا عليه في ذكرى معركة الكرامة، ونستذكر شهداءنا الذين ارتقوا اثناء مقاومتهم البطولية لمنع احتلال أرضنا، كما أنه لا يمكننا أن ننسى تلك المجازر الوحشية التي ارتكبتها عصابات هذا الجيش بحق أهلنا في فلسطين.
فالقصة لا تقف عند حدود مناكفات سياسية، بل تدخل في صلب عملية الدعم المعنوي لجيشنا العربي الأردني، وفي صلب خلق وبث ثقافة وطنية ملتزمة لدى شبابنا، كما ان اتخاذ مثل هذه الخطوة يشكل دعما قويا لصقل هُويتنا الوطنية.