تداعيات الراية الهاشمية على الساحة الاردنية
نيسان ـ نشر في 2015-06-11 الساعة 13:40
يدرك المتتبع لتاريخ الهاشميين في العهد الحديث ما تعرضوا له من عدائية وأقصاء، بل والقتل والتنكيل في بعض الاحيان، والتاريخ سجل شواهد لما تعرض له الشريف الحسين بن علي، ومن بعده نجلاه فيصل وعبد الله .
كانت الحجاز تعتبر مركز القيادة وحاظنة الدولة العربية الاسلامية التي كان الشريف يطمح لتكوينها الا ان هذا الحلم تبخر مع قيام ثورة آل سعود وفرض سيطرتهم على مناطق واسعة من ارض الحجاز، أسفرت عن خروج الشريف وتخليه عن ملكه .
منذ ذلك الوقت والراية الحمراء (الراية الهاشمية) هي صاحبة الحق في أن ترفع، فبعد أن حورب الهاشميين في الحجاز والعراق والشام لم يتبق لهم الا إمارة شرق الاردن لتكوين مملكتهم، خاصة بعد أن وجدوا الدعم والتاييد من الأردنيين، وكانت قبائل شرق الأردن احوج ماتكون الى نظام يحتظنها حتى لا تكون عرضة لاطماع الغير .
انتقاء هذا الوقت لاخراج الراية وتسليمها بمراسم مهيبة ذهبت بالشارع الاردني الى كثير من التكهنات كانت تتفق جميعها الى ان الاردن يمر بمرحلة جديدة ستتبين ملامحها قريباً.
بالعودة الى الاحداث الراهنة وما تشهده المنطقة من تداعيات وتقلبات سياسية وديمغرافية، وعلاقة كل ذلك برفع الراية، يظهر في المشهد ثلاثة أمور رافقت عملية تسليم الراية .
اولا: لاحظ الكثييرون ان حملة العلم قد ارتدوا الشماغ مقلوباً وهو ما يدل عند البدو والعرب انهم ما زالوا اصحاب ثأر وانهم لم ينسوا ثأرهم وهم ماضون لتحقيقه، إلى جانب توسع الأردن ديمغرافيا وجفرافيا.
ثانياً : خروج الغرب والأمريكان والروس بمسودة قرار تمهد لحل في سوريا ولجوء الأسد الى روسيا يعيد الى الأذهان الحديث عن ضم درعا الى الاردن.
ثالثاً : بعد موافقة العراق على انشاء قواعد عسكرية امريكية على غرار القاعدة في قطر يعني نهاية داعش الحتمية؛ ولأن "الطائفية" فرظت سيطرتها على العراق، فسيكون الحل عبر تقسيم العراق بين كردي وشيعي وسني؛ ما يمهد لدور للاردن في الدولة السنية المزمع قيامها .
انشغال السعودية التي تعد آخر معاقل القوة الاقتصادية والعسكرية التي يعتمد عليها العرب بحربهم ضد الحوثي في اليمن سيغيّب السعودية نوعا ما عن الساحة لانشغالها بتأمين حدودها، إلى جانب تقوية الجبهة الداخلية؛ ما سيفسح المجال لأن تستعيد المملكة مكانتها العربية.
يبقى (سايكس بيكو) الجديد الذي ينتظره العرب والحل الجذري للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع في سوريا والعراق، وهي ملفات ستحدد معالم المرحلة المقبلة للشرق الاوسط.