أسرار محاولة فرض العزلة على قطر
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-07-02 الساعة 15:05
يتخبط في سياسته تجاه قطر بسبب تحالفها الاستراتيجي مع إيران وتركيا واستبدالها الدولار الأمريكي باليوان الصيني.
لأننا نعيش في العالم العربي في عصر التعمية والتعتيم والرجل
الواحد والدولة الواحدة والحزب الواحد ووجهة النظر الواحدة ،وصلنا
إلى ما نحن فيه وعليه ،وستفعل بنا الماسو-صهيوينة ما يحلو لها
لقناعتها بأنها رسّمت الأمور كما تشاء ،ولم يعد لدينا القدرة على إبداء
ردة الفعل المناسبة ،رغم أننا وصلنا إلى قعر الهاوية وليس حافتها
كما يحلو للبعض ان يقول.
أقول هذا الكلام المر بمناسبة الكارثة المصطنعة التي نعيشها منذ
بداية رمضان المنصرم في الخليج ،والتي إستهدفت دولة قطر
،وبحجة أقرب إلى الهرطقة منها إلى المنطق ، إذ تم تسويق أن دولة
قطر على أنها دولة مارقة وراعية للإرهاب ، وهم يعنون بذلك
وجود قادة حركة حماس فيها ،والذين أصدروا قبل أيام وثيقة سوداء
تحاكي وثيقة منظمة التحرير الفلسطينية ، وتعهدوا فيها ب;السلام;مع
مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ، وعموما فإن هذا العذر هو
أقبح من ذنب.
قبل ساعات هبط عليّ من البعيد تقرير نشره موقع;نيو إيستيرن آوت
لوك;الأمريكي ،حول كارثة الخليج المصطنعة كتبه مستشار المخاطر
والخبير في الشؤون النفطية والجيوبوليتيك ;إف ويليام
آينغدال;،كشف فيه بالدلائل المنطقية عن أسرار التغول ضد قطر
وأهمها أن قطر وقعت إتفاقا إستراتيجيا مع كل من إيران وتركيا
لإستغلال حقل غاز إيراني-قطري ضخم مشترك في مياه الخليج.
يقضي الإتفاق بأن يتم مد انبوب من هذا الحقل إلى إيران فتركيا
لإيصال الغاز إلى أوروبا ، وهذا ما يفسر هبة كل من إيران وتركيا
لنجدة قطر حفاظا على مصالحهما المشتركة ، الأمر الذي أحبط خطة
دول الضد بشن هجوم عسكري على دولة قطر وتغيير نظام الحكم
فيها ووضعها تحت الوصاية .
ما جرى إذا ظهور تحالف قوي إقتصادي إستراتيجي خارج نطاق
الهيمنة الأمريكية ،وهذا ما يفسر أيضا تخبط الرئيس الأمريكي
المستثمر المبتز على غرار ;المرابي اليهودي ;شايلوك; دونالد
ترامب في سياسته وتصريحاته تجاه قطر والتي تختلف عن سياسة
وتصريحات وزارة الخارجية الأمريكية التي يقودها السيد تيلرسون .
لم تقف الأمور عند هذا الحد ،بل تعدته إلى ما هو أبعد من ذلك
،وانجزت دولة قطر ما لم يجرؤ أحد على إنجازه بلجوئها إلى إستبدال
الدولار الأمريكي باليوان الصيني ثمنا لصادراتها من النفط والغاز
منذ العام 2015،وهذا أيضا ما دب النار في هشيم الرئيس ترامب
الذي يعي تماما ماذا تعني هذه الخطوة سياسيا وإقتصاديا ،ومعلوم أن
إيران تفعل ذلك أيضا إضافة إلى روسيا ،وبالمناسبة فإن الرئيس
العراقي الراحل صدام حسين ، قرر إستبدال الدولار باليورو لكنهم
أجهزوا عليه فورا وهذا هو السبب الرئيسي للتخلص منه.
أبلغ ما شدني في هذا التقرير قول الخبير آيغلاند أن تصرف ترامب
وإدارته أشبه بقيام فلاح صيني بحرق بيته من أجل شواء خنزير
حسب الأسطورة الصينية ،وإلا فما هو تفسير تخبط ترامب في
تصريحاته فتارة يقول لأمير دولة قطر الشيخ تميم خلال إجتماعه معه
بالرياض أن قطر شريك إستراتيجي في محاربة الإرهاب ،وأخرى
يصعد بمطالبة قطر بوقف تمويل الإرهاب ،ولا ادري عن أي إرهاب
يتحدثون ،ومنذ متى تحولت حركة حماس إلى حركة إرهابية ،وهي
التي كانت تصول وتجول في الخليج وتنهل من خزائنه المال الكثير
لتأهيلها من أجل القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية ،والحلول
مكانها لإتعاس الشعب الفلسطيني وإحباط ثورته،والغريب أن دول
الضد والغة في التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية
وهذا بحد ذاته إرهاب أخطر من الإرهاب الذي يتحدثون عنه.
نعود إلى المشروع الإستراتيجي بين كل من قطر ولإيران وتركيا
الذي هز عرش التحالفات العربية-الأمريكية وشطب الوحدانية
الأمريكية في الشرق الأوسط ،فقد تم عرض هذا المشروع على
الرئيس بشار;...;عام 2009 من قبل أمير قطر السابق الشيخ حمد
،كي يمر الأنبوب عبر الأراضي السورية ،لكنه رفض الموافقة عليه
بحجة أن ذلك يلحق الضرر بحليفته;الظاهرية; روسيا ،وينافسها في
موضوع الغاز بأوروبا .
مجمل القول أن موضوع الإرهاب الذي يتهمون به قطر ليس صحيحا
، وإمكانية غزو قطر عسكريا أصبح من سابع المستحيلات بسبب
تحالفات قطر الخارجية ،وبذلك يكون الخاسر الأكبر من كل ذلك هو
السيسي الذي هيء له أنه سيعود من الخليج وقد ملأ خزائنه ذهبا.
الإشارة الثانية من هذا التقرير بحسب كاتبه الأمريكي أن أمريكا قد
خرجت هذا العام رسميا وفعليا من الخليج بعد أن تربعت على ثروته
لعشرات السنين ،ونهبت أقصى ما تستطيع وآخر ذلك ما جمعه
ترامب لعشرات السنين ،ونهبت أقصى ما تستطيع وآخر ذلك ما جمعه
ترامب في زيارته الأخيرة للرياض
نيسان ـ نشر في 2017-07-02 الساعة 15:05
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية