لماذا تبدو جماعة الإخوان المسلمين عاجزة دوما؟
نيسان ـ نشر في 2015-06-11 الساعة 19:42
لم يعد الإخوان المسلمون وحدهم القادرين على الإجابة عن هذا السؤال. اليوم وبعد أن تلقت قيادة الجماعة أكثر من هزة نستطيع القول أن تراكم الأزمات والرؤية غير الواضحة للقيادة نفسها والتردد الذي تعاني منه، والإقصاء وعدم تفهم الآخر، كلها أسباب أدت في النهاية إلى الشكل الذي آل إليه الإخوان اليوم.
هل أدركت الحكومة أن نائب المراقب العام للجماعة زكي بني إرشيد عقلها المدبر، فاعتقلته حتى تتفرغ للعبث بها؟
ها هي أزمة ثالثة تتلقاها الجماعة يرافقها استياء من كوادر التنظيم للقيادة، نتيجة عجز الأخيرة عن التعامل مع الخلافات الداخلية المتتالية، لا بل تستمر في تعنتها وإقصائها كل من يحمل في بيتها الداخلي رأيا مختلفا.
في البدء كانت زمزم ثم ظهرت الجمعية وها نحن أمام محطة ثالثة لا نعرف ماذا سيطلق أصحابها عليها من اسم. لكنها ستكون مختلفة تماما في شكلها ومضمونها على الأقل عن سابقتها الجمعية، التي ولدت ميتة، كما ولدت مبادرة زمزم، عاجزة، فماذا ستفعل الجماعة وماذا بقي أمام شيخها همام سعيد من خيارات؟
لنعترف أن سلسلة الانشقاقات المتتالية أثرت على صورة الجماعة وأضعفت من شرعيتها الشعبية. صحيح أن زمزم في بدايتها لاقت استحسانا شعبيا سيما وان مهندسها الدكتور ارحيل غرايبة دافع عن فكرتها وحاول تقديمها في إطار شرعي، يسعى الى عرض نموذج إسلامي مختلف عن الجماعة، لكن ما ظهر لاحقا هو أن فعالية وقدرة المبادرة على الفعل لم تكن بحجم ما اعتقد منها، فما أن دشن الرسميون حفل إشهار المبادرة حتى أدرك المتعاطفون مع غرايبة أن هناك شيئا ما يحاك، وتبع ذلك جملة من الانسحابات الداخلية في زمزم.
أما الجمعية فقد تعثرت شعبيا منذ ولادتها، لا بل أن يساريا همس في أذنها – أي الجمعية – "هذا انتحار"، لكنها استمرت في خطوتها رغم انتحارها شعبيا.
اليوم على الجماعة وهي تعدد أسماء الموقعين على النداء الصادر من شخصيات قيادية فيها والتي لوحت بتشكيل حزب جديد، أن تدرك حجم فشلها وعجزها عن معالجة قضاياها الداخلية.
صحيح أن قياديا من الموقعين على بيان الـ 130 أراد التنصل عن معنى تلويحه وأصحابه بإيجاد حزب جديد، لكن هذا لا يعني شيئا فالبيان الذي أصدرته هذه الشخصيات صار بين يدي الناس. والناس تعرف القراءة، وفهم المراد.
اليوم هناك قيادات تلّوح بما لم تكن تجرؤ على الاقتراب منه سابقا. أما الحكومة فسبق ووافقت على تقليص عدد أعضاء الحزب إلى 150 عضوا، وهذا يعني أن جماعة (زمزم 2) ذاهبة الى الداخلية - بعد قليل - لتطلب ترخيصا بهدف (تشكيل كيان جديد لممارسة العمل السياسي من خلاله مع استمرار الانتظام في الجماعة)، كما قال بيان الـ 130 شخصية إخوانية.