(سياسة الثعلب) والاجهاز على جماعة الاخوان بأدوات حكيمة

لقمان إسكندر

غضب اعضاء في جماعة الإخوان المسلمين عندما نقلت صحيفة نيسان التصريح الصحافي الخاص بإعلان 130 شخصية اخوانية اقتراحها تشكيل حزب جديد، متهمين الصحيفة بمحاولة الإثارة، على الرغم من إيراد التصريح الصحافي نصا.

الغضب لم يكن مبررا، فلم تكتب صحيفة نيسان التصريح، ولم تختلق فيه البند الرابع الذي يقول بالنص: (تشكيل كيان جديد لممارسة العمل السياسي من خلاله مع استمرار الانتظام في الجماعة).

نفهم أن ما يجري هو ما اعتاد عليه معظم كوادر الجماعة في غمس رؤوسها بالأتربة. ينظرون الى الغابة وهي تتحرك نحوهم وحصان طروادة يدخل قلاعهم، ثم إذا ما نبههم أحد من غفوتهم يلمونه انه أجفل هناء نومهم العميق.

إن الخطوات التي اتبعتها شخصيات المبادرة الأردنية للبناء في خلق كيان زمزم هي ذات الخطوات المتبعة الان. بل إن أحد المصادر المقربة من الجماعة وصفت ما يجري (بالحنجلة التي ستصل في النهاية لتشكيل حزب جديد بالفعل، إلا إذا جرى لملمة الملف).

وتساءلت المصادر منذ متى صار تلويح شخصيات اخوانية قيادية بتشكيل حزب جديد امرا يمكن أن يمر مرور الكرام حتى وان جرى تغليفه بنقاط سابقة تقول فيها ما تقول.

سواء شاء البعض أم لم يشء، فإن ما يجري اليوم هو نجاح الدولة الأردنية وبحرفية عالية في تفكيك جماعة الإخوان المسلمين عبر آليات لم تضطر معها لدفع أي كلف.

السياسة الأردنية الخاصة بجماعة الإخوان اعتمدت الفلسفة الأمريكية في العراق باستخدام نظرية الصحوات، التي وحدها قدرت على القاعدة في حينه وأنهكتها.

لقد استعملت الإرادة السياسية الأردنية شخصيات اخوانية مقربة لها صاغت نفسها على أكثر من لون منها المبادرة الأردنية للبناء "زمزم" ومنها جمعية جماعة الإخوان المسلمين بما يمكن أن يطلق عليه اسم سياسة الثعلب التي اعتمدها الرسمي الأردني. ثم ها هو اليوم ينجح في استدراج شخصيات إخوانية منضبطة، لم يعرف عنها قربها من الحكومات وأعلنت اليوم "طلاقها السري" من قيادة الجماعة الحالية، عبر تشكيل لا بد أن يكون "زمزم 2".

الدكتور عبد اللطيف عربيات، والدكتور إسحق الفرحان، وحمزة منصور، وسالم الفلاحات، من الشخصيات المعروفة بمعارضتها الشديدة للحكومات ولم يعرف عنها قربها من النظام أو رجاله، وهذه الشخصيات ومعها 127 شخصية هي اليوم من أعلنت التلويح بالانقلاب على الجماعة عبر كشفها عن مقترح أو تلويح بمقترح لتشكيل حزب جديد سيناطح حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للجماعة.

صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في تفكيك القاعدة وإنهاكها في العراق عبر استخدامها للصحوات السنية "حصان طروادة الامريكي"، لكن المتتبع لهذه السياسة لاحقا يعرف أنها وبعد أن نجحت في إخراس القاعدة، ولد وحش جديد اسمه "داعش" من رحم سياسة اجتثاث قاعدة العراق والبعث معا.

هل ما تريده السياسة الراهنة أن نقول بعد حين: أن ما نعاني منه هو بسبب تفكيك جماعة الإخوان المسلمين؟