نقيب الاطباء الدكتور علي العبوس يكتب: تدخين المرأة أكثر خطورة
نيسان ـ نشر في 2017-07-08 الساعة 20:35
معاني حرية المرأة الاعتداء على حياة طفلها، ومن المسؤول عن الدفاع عن حق هذا الطفل ؟؟؟؟ هل هو الاب ام العائلة الكبيرة ام المجتمع ام الدولة ؟؟؟؟بالتأكيد كل من هؤلاء يدفع ثمناً باهظاً ومن حقه التدخل ./span/p p style='font-family: ';'>واسمحوا لي أن أضع بين ايدي هذه الجهات الحقائق المرعبة التالية :-
- الرجل المدخن بلا شك يؤذي نفسه وقد يؤذي جليسه نسبياً ولكن هناك من الاجراءات والتحذيرات ما يمكّن هذا الجليس (المدخن السلبي ) من النجاة ولو نسبياً من الكارثة البيئية المتنقله ( المدخن ) . أما فيما يخص المرأة فإن بعض الضحايا لا يملك للأسف ان يدفع عن نفسه الاذى و اصدق مثلاً على ذلك الجنين المتصل دموياً واجبارياً عبر الحبل السري مع امه المدخنة فهو يتلقى جرعات خطرة من النيكوتين , وهو لا يزال في مرحلة التطوير والتكوين لاجهزته الرئيسية , ابتداءً من الدماغ وحتى أظافر اصابعه ، وحتى بعد الولادة كيف للرضيع ان يمنع جرعات اجبارية اخرى تأتيه عبر حليب الرضاعة ؟ هذا اذا كان هناك وقت عند أمه للارضاع !!!
ولن تنتهي رحلة المأساه هنا بل إنّ هذه الام الحنون قد رشحت ابنها ليكون من مدمني التدخين في المستقبل .
هل لمنظمات حقوق الانسان او حقوق الطفل دور متوقع في ذلك ؟؟؟؟
هل من حق الاب ان يمنع امرأته الحامل من التدخين بقوة القانون ؟
لقد كانت نسبه الاصابة بسرطان الرئة بين صفوف النساء اذا ما قورنت مع الرجل 1 - 20 والان في امريكا أصبحت 1- 2 , أي انها زادت عشرة أضعاف , وفي الدنمارك1 – 1, أما في الاردن فالجواب ما ترونه مرورا في المقاهي والسيارات والمطاعم ( السياحية ؟؟؟!!!!) وانتهاءً في مستشفيات السرطان.
للعلم كلفة علاج مريض واحد بسرطان الرئة تكفي علاج قرية كاملة من امراض السكري والضغط والالتهابات والمطاعيم وحليب الاطفال , امّا الكلفة الاجتماعية : فالأسرة حلت عليها كارثة نفسية وحزن وفوضى وظيفية لافراد العائلة طيله فترة العلاج وهو بالمناسبة ليس شافياً تماماً والذي قد يمتد سنين من المعاناة، وبنهاية مأساويه قد تكون فقدان الاسرة للزوجة او الام !!!!
اعلم ان الدوله لا تملك قدرة سحرية لمنع هذه الكارثة ولكنها بالتأكيد تملك من الوسائل التي تقلل الى حد كبير من انتشارها .
بالتأكيد تملك الدولة من الجرأة التي خبرناها عنها , حين تفرض الضرائب, من أن تجفف منابع هذه المأساة , ولكن للاسف نجد العكس حين نراها تصر على خلق الاستثناءات الغير ضرورية في القانون الذي انتظرناه طويلاً، ونتفاجأ باستثناء الاماكن والمطاعم والمقاهي السياحية وما اكثرها في بلدنا ؟؟!! هل ذلك خضوع لاملاءات الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية ولو على حساب حياة المواطن ؟
الديوان الملكي ، مع ضرورة عدم الالتفات الى المبررات غير المقنعة من تسبب فرض هذا الرسم في ازدياد ظاهرة التهريب ! علماً بأنّ الاخذ بهذا المبرر يخدم مصلحة شركات التدخين اكثر من ان يكون له علاقة بالحقيقة .وعلاوة على ذلك فهذاالأسلوب في التبرير يظهر الضعف ويمس هيبة الدولة وهي تظهر عجزها عن منع مثل هذه التجاوزات , في الوقت الذي ما زالت تتباهى فيه بفرض هيبتها في امور اكثر صعوبة . ولو فرضنا جدلا حصول حالات من التهريب فهي لا محالة ستكون قليلة ومحصورة ولن تمنع من تحقيق الهدف الاسمى ألا وهو الردع ووضع العراقيل امام طريق ممارسة عادة التدخين ./span/p p style='font-family: ';'>امّا المجتمع فلا بد من ضغط مجتمعي يجبر الحكومة على سلوك ما هو مفيد لحاضر ومستقبل المواطنين للحد من هذه الآفة التي انتشرت في مجتمعاتنا واصبحت تهدد المجتمع وامنه الصحي وحياة المواطنين بلا استثناء .


