اتصل بنا
 

وثيقة اربد للتماسك الاجتماعي تدعو لإحياء الإرث الوطني والقيم الاجتماعية

نيسان ـ بترا ـ نشر في 2017-07-09 الساعة 23:56

x
نيسان ـ

اكد العين حسين هزاع المجالي ضرورة العودة الى الارث الوطني والتمسك بالقيم الاجتماعية التي ضبطت ايقاع الحياة بتناغم جنبنا الكثير من المشكلات التي مزقت غيرنا من المجتمعات.

وحذر في حفل اطلاق وثيقة التماسك الاجتماعي التي اطلقتها جماعة عمان لحوارات المستقبل من ديوان ال حجازي بمدينة اربد مساء امس السبت من ظهور كثير من المسلكيات الاجتماعية الغريبة على مجتمعنا والتي بدأت تتفشى بشكل مقلق مثل عدم احترام الانظمة والقوانين والقيم الاجتماعية والتباهي بقشور منظومات القيم الاجتماعية كضخامة جاهات الاعراس او حل الخلافات العشائرية والتي باتت شرطا اساسيا لاتمام المراسم الاجتماعية وغيرها من مظاهر مشابهة.

وقال المجالي ان المسلكيات الدخيلة التي بدأت تنخر في منظومة قيم المجتمع الاردني تشكل تهديدا حقيقيا اكبر من باقي التهديدات التي تواجهنا مثل التهديد العسكري والامني والاقتصادي والاصلاح السياسي.

واكد ان القوات المسلحة والاجهزة الامنية اثبتت قدرة كبيرة في معالجة التحديات الامنية والعسكرية وكذلك استمرار عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي بدرجة قد لا تعجب البعض لكنها مستمرة.

وقال ان خطورة التحدي الاجتماعي نابع من انه من السهل تفكيك اية منظومة قيم اجتماعية في فترة زمنية قصيرة وان اعادة هذه المنظومة يحتاج الى فترات زمنية طويلة تتجاوز العقود محذرا من مظاهر الانكفاء على الذات الذي بدأت تظهر في المجتمع الاردني والمتمثلة في الدعوات والمسلكيات الجهوية والفئوية والمناطقية والعشائرية.

ولفت الى ان ما يسمى بالربيع العربي سرع في انحدار القيم الاجتماعية وكشف الخلل الاجتماعي في المجتمعات العربية الذي كان قد بدأ ينخر في منظومة قيمه منذ فترة طويلة دون ان يشعر به احد فجاء الربيع ليكشف عورات هذه المجتمعات التي تفككت بسرعة قياسية ادت الى الاحتراب والاقتتال وظهور التعصب والتطرف والتكفير الديني باقبح اشكاله.

وحذر المجالي من الخلط بين محاربة التعصب والتكفير والدين الاسلامي الذي يدعوا الى الرحمة والسلام والتكافل الاجتماعي والمساواة، مشيرا الى ان وسائل التواصل الاجتماعي كشفت كذلك ازدواجية الشخصية حيث ان المنشورات تختلف تماما عن المسلكيات لكاتبها وان هذه الازدواجية في الشخصية باتت واضحة بين النظرية والتطبيق في مجتمعنا مشددا على اهمية ثقافة الحوار وقبول الاخر.

واشار الى ان مستوى خطاب الكراهية ارتفع بشكل كبير وهو ظاهرة اجتماعية سياسية معقدة ومركبة وان المجتمعات العربية شهدت نموا لهذه الظاهرة باشكال صادمة بالتزامن مع التحولات السياسية وما رافقها من انتشار واسع لوسائل الاعلام مما يشير بشكل مباشر وغير مباشر الى حجم الصراع والحقد بين الخصوم والفرقاء وخلق حالات متعددة من الاستقطاب.

واضاف ان خطاب الكراهية اصبح ظاهرة لا بد من مواجهتها والتصدي لها، وهناك قوانين تجرم بصيغة او باخرى خطاب الكراهية وان لم يكن ذلك جهرا في قانون العقوبات الذي يجرم نشر النعرات، وقانون الجرائم الالكترونية وقانون منع الارهاب الذي توسع في صياغته عند تعريف الجرائم الارهابية لافتا الى ان هذا الخطاب له ارتباط بالتنشئة الاجتماعية والبيئة التي ينشأ فيها الفرد.

من جانبه اشار رئيس جماعة عمان الزميل بلال التل الى ظاهرة التفسخ الاجتماعي الذي انعكس بشكل سلوكيات لم تكن شائعة في مجتمعنا وهذا سبب رئيس من اسباب كثيرة دفعت جماعة عمان لحوارات المستقبل الى اطلاق وثيقتها (التماسك الاجتماعي) للوقوف في وجه تزايد حجم ومظاهر التفلت من الضوابط الاخلاقية.

وقال التل: استطيع اختصار الاسباب التي دفعتنا الى اصدار وثيقة التماسك الاجتماعي بالقول انه الاحساس بالخطر الذي يهدد كل واحد منا فلم يعد احد منا بمأمن من رصاصة طائشة تنهي حياته او حياة عزيز عليه او موكب ثقيل يعطله عن الوصول الى موعد مهم او يحول بينه وبين انقاذ مريض او مصاب او ازمة اقتصادية تسببها ممارسة اجتماعية ممجوجة غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية.

وكان الدكتور سعد حجازي القى كلمة دعا فيها الى ضرورة تبني ما جاء في وثيقة التماسك الاجتماعي التي اطلقت وان اطلاق هذه الوثيقة من ديوان احدى العشائر الاردنية يدلل على ان العشائر الاردنية مؤسسات اجتماعية وطنية تلعب دورا كبيرا في تشكيل المجتمع الاردني الذي تحكمه منظومة قيم تتناعم واحكام الدين الاسلامي الحنيف الذي يدعوا الى الحرية والعدالة والمساواة والسلام.

نيسان ـ بترا ـ نشر في 2017-07-09 الساعة 23:56

الكلمات الأكثر بحثاً