اتصل بنا
 

جنبلاط مهدئا طائفته: دروز سورية جزء أصيل من محيطهم

نيسان ـ نشر في 2015-06-12 الساعة 22:14

x
نيسان ـ

أكد الزعيم الدرزي اللبناني، النائب وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط، الجمعة، إن الدروز في سورية جزء أصيل من محيطهم، مشيرا الى انه سيتصل بالقوى الإقليمية من أجل حماية الطائفة الدرزية.

وقال جنبلاط الذي يعرف بعدائه للنظام السوري ويتهمه بقتل والده كمال جنبلاط إنّ "نظام بشار الأسد دخل في مرحلة العد العكسي"، مجدداً الدعوة لـ"حل سياسي على أساس توافق دولي وإقليمي لإخراج بشار الأسد نهائياً من الحكم والإبقاء على مؤسسات الدولة السورية وعلى رأسها الجيبش".

واضاف جنبلاط بعد اجتماع للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، ن"مصلحة طائفة الموحدين الدروز هي في المصالحة مع أغلبية الشعب السوري وهو خيارنا منذ أيام سلطان باشا الأطرش الذي عقد لواء الصلح مع أهل حوران".

وجاءت تصريحات جنبلاط في محاولة لتهدئة مخاوف الأقلية الدرزية فى سوريا وفي اعقاب اجتماع طارئ للمجلس الديني الأعلى للدروز في لبنان لبحث الوضع في محافظتي السويداء وإدلب بسورية.

وطالب النائب اللبناني الدروز في المنطقة برؤية الصورة الكبرى، وقال: رغم جريمة قتل 25 من الطائفة الدرزية في إدلب شمالي سورية، إلا أن هناك حوالي 200 قتيل يسقطون يوميا في مختلف أنحاء سورية.

وحذر من "تلاقي النظامين السوري والصهيوني في التفتيت الذي يضرب المنطقة"، معلناً "وقوف العرب الدروز إلى جانب القضية العربية ورفض كل مشاريع التجزئة التي يقوم بها النظام السوري، ويحاول النظام الإسرائيلي وعملاؤه القيام بها أيضاً".

ودعا جنبلاط، إلى عدم تعريض الطائفة الدرزية بسورية إلى الخطر، من خلال ردود فعل عنيفة، في إشارة لمقتل عدد من الدورز جراء اشتباكات مع مسلحي جبهة النصرة، بمحافظة إدلب.

قتل 20 درزيا

وكانت جبهة النصرة» قد هاجمت الاسبوع الماضي قرية قلب لوزة الدرزية في ريف إدلب شمال سوريا، وقتلت 20 رجلا معظمهم من عائلة واحدة إثر شجار نشب بين عناصر تابعين لـ»النصرة» وأحد أبناء القرية، وأدّى ذلك إلى ردود فعل عنيفة من جانب زعماء دروز لبنانيين.

وحاولت إسرائيل استغلال الموقف بادعائها الدفاع عن «الأقلّية الدرزية»، لكن صحيفة (هأرتس) العبرية قالت الجمعة إن الكيان الإسرائيلي قرر عدم التدخل عسكرياً ل"حماية" أبناء الطائفة الدرزية في سوريا.

وعلى الفوز عمد النظام السوري الى تهويل ما جرى والحديث عن أعداد كبيرة من القتلى ذبحاً.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرين درزيا على الأقل قتلوا برصاص عناصر من «جبهة النصرة» في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا إثر خلاف بين الطرفين تطور إلى إطلاق نار.
وهي المرة الأولى التي يقتل فيها هذا العدد من المدنيين المنتمين إلى الطائفة الدرزية في حادث واحد، منذ بدء النزاع في سوريا قبل أكثر من أربع سنوات.
وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «مجزرة»، مشيرة إلى مقتل ثلاثين شخصا، وإلى تورط «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، و»حركة أحرار الشام» الإسلامية المتطرفة في الاعتداء.
وأفادت وكالة «سانا» أن «إرهابيي تنظيم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ارتكبوا مجزرة مروعة مساء أمس ضد أهالي قرية قلب لوزة في ريف إدلب راح ضحيتها ثلاثون شخصا على الاقل».
ونقلت عن مصادر أهلية أن بين القتلى «خمسة شهداء من عائلة واحدة» وثلاثة رجال دين وامرأتين.
وأشارت إلى أن «الإرهابيين (…) نهبوا وأحرقوا عشرات المنازل».

تغريدة جنبلاط

ومن لبنان، دعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عبر تغريدة على موقع تويتر إلى التهدئة، مضيفا «تذكروا أن سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا الى هذه الفوضى».
وهناك علاقات وثيقة بين دروز لبنان ودروز سوريا. ويتخذ جنبلاط موقفا معاديا للنظام السوري ويطالب الدروز في سوريا بالانضمام الى «الثورة».

النظام السوري يهول

في المقابل، أدان السياسي الدرزي اللبناني وئام وهاب المقرب من حزب الله ودمشق، بشدة «المجزرة» التي وقعت في قلب لوزة. ورأى أن الدروز في سوريا باتوا مستهدفين، بدليل ما حصل في إدلب واقتراب المعارك من السويداء.
ودعا وهاب الأسد إلى تقديم السلاح إلى أهالي السويداء «للدفاع عن أنفسهم». وقال «أقول لبشار الأسد، نحن بحاجة إلى السلاح»، مضيفا «الحرب حربنا، وموقعنا الطبيعي إلى جانب محور المقاومة»، أي القوات الحكومية وحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانبها.

اسرائيل تدخل على الخط

وعبر الرئيس الإسرائيلي عن قلقه للولايات المتحدة، الأربعاء الماضي بشأن مصير الأقلية الدرزية في سوريا قائلا إن نحو 500 ألف منهم مهددون من قبل متشددين إسلاميين في المنطقة القريبة من حدود إسرائيل.
ووجه دروز إسرائيل الذين وصلوا إلى مناصب رفيعة في الجيش والحكومة الإسرائيليين الدعوة للمساعدة بالنيابة عن أبناء طائفتهم في سوريا في الداخل والخارج.
وقال ريئوفين ريفلين عقب اجتماع مع الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة «إن ما يجري في الوقت الحالي ترهيب وتهديد لوجود نصف مليون درزي في جبل الدروز القريب جدا من الحدود الإسرائيلية.»

تفاصيل الحادثة

وروى مصدر مقرب من الدروز فضل عدم ذكر اسمه تفاصيل الحادثة قائلا إن «جبهة النصرة» قامت بتكليف أبو عبد الرحمن التونسي المعروف بـ»السفينة» أميراً على القطاع الذي توجد فيه قرى الدروز في ريف إدلب الشمالي، والذي بدأ بدوره يسيء إلى الدروز ويتعامل معهم بطريقة مهينة الأمر الذي دفع وجهاء الدروز إلى تشكيل وفد والتوجه إلى قيادات النصرة ولكن لم يتغير من الأمر شيء على العكس زاد تهديد التونسي ووعيده للدروز بسبب شكايته لقيادته العليا.
وأضاف المصدر «منذ سبعة شهور والسفينة يعيث فساداً في قرى الدروز حيث صادر منازل وأراضي، وفرض عليهم الكثير من الأمور المسيئة، والبارحة جاء ليصادر أحد البيوت في قلب لوزة ليسكن به أحد المهاجرين، وأراد أن يضيف غرفة أخرى على المنزل فطلب منه صاحب البيت أن يبتعد قليلا عن منزله وأن يبني منزلا في أي مكان أراد، ما أدى إلى نشوب شجار بين صاحب المنزل وعناصر «النصرة»، فوجه أحد عناصر «النصرة» سلاحه إلى صاحب المنزل وأطلق النار عليه ما أدى إلى قتله، حينها حاول شقيق القتيل تخليص السلاح من يد عنصر «النصرة» فخرجت طلقة أخرى استقرت في جسد أحد عناصر «النصرة» وأدت إلى مقتله فقامت النصرة بقتل الأخ الثاني».
وبحسب رواية المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض السكان ردّوا على إطلاق النار بالمثل ما تسبب بمقتل ثلاثة عناصر من جبهة النصرة.
واهتزت الأوساط الدرزية في الداخل اللبناني التي أعربت عن استنكارها وعن تضامنها مع دروز إدلب والسويداء وإن اختلفت أساليبهم للدفاع عن إخوانهم بني من معروف في سوريا بين داع إلى المصالحة مع الثوار، كما ينادي الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، وبين داع إلى التسلح والدفاع عن النفس، كما ينادي أنصار طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب. وأشار جنبلاط في تغريدات له عبر «تويتر» إلى أن «كل كلام آخر تحريضي لن ينفع».
وقال «تذكروا أن سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا إلى هذه الفوضى». وأضاف «من جهة أخرى أرفض وأحذر من التحريض الإسرائيلي حول العرب الدروز في سوريا».
في المقابل، اعتبر الوزير السابق وئام وهاب «أن الدروز قادرون على إنشاء جيش يضم أكثر من 200 ألف شخص من دروز سوريا ولبنان والعالم «للدفاع عن السويداء». وقال في مؤتمر صحافي إثر ما تردد من أنباء عن مقتل عدد من الدروز في إدلب وبدء معركة مع الجيش الحر لتحرير مواقع في ريف السويداء «إن تركيا وقطر تتحملان مسؤولية المجزرة في قلب لوزة لأنهما تدعمان جبهة النصرة».

نيسان ـ نشر في 2015-06-12 الساعة 22:14

الكلمات الأكثر بحثاً