اتصل بنا
 

معارك الحويطات.. حين غاب الجميع وحضر الجنوب

نيسان ـ نشر في 2017-07-20 الساعة 11:31

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...خَرِست جماعات البوصلات المشبوهة والممانعات والمعارضين للوهابية ولأمريكا، ولم يكلف أي من اعضائها نفسه عناء التضامن مع الحويطات في هبتهم الشجاعة نصرة للجندي المظلوم معارك ابو تايه.
حتى 'جماعات' الاخوان ، المرخصين وغير المرخصين، والنقابات بمجمعها وجماعاتها وياقاتها النظيفة والوسخة، جميعهم أصابهم الخرس ذاته ولم ينبسوا ببنت شفة..
باختصار هذه القضية لا تعني المعارضات الأردنية المأجورة، ولا تعني أولئك الذين أجّروا عقولهم وضمائرهم لطاغية سوريا، واكتفوا بالتسحيج لنصره المنقوص، وبالمناسبة، هؤلاء غير معنيين بسوريا ولا بالشعب السوري، همهم فقط أن يبقى الأسد قائدا مخلّدا ولو على ركام سوريا وعلى أشلاء ابنائها.
يا للعار!
احزاب وطنية، ومعارضة وطنية، وشخصيات 'وطنجية'، ونقابات وصحافة، كلهم مأجورون ومؤجّرون وجبناء.. لِمَ تصمتون أيها الأوغاد حين يجب أن ترفعوا أصواتكم؟ ولِمَ تملأون الدنيا ضجيجا حين يجب أن تخرسوا؟!
ثم، أين جماعة الحقوق المنقوصة الذين يريدون حصصا في الجيش والأجهزة الأمنية؟ أم أنكم غير جاهزين لدفع مثل هذه الأثمان؟.
وفي المقابل؛ أين جماعة طقطقة العظام والاردن أولا؟ أين بياعي الوطنيات الصغار والكبار؟ أينكم ولم اختفيتم؟ أم أنكم تنتظرون نخسة لتهبوا هبة واحدة على أتفه القضايا؟.
يا للعار!
الاحزاب السياسية، عودتنا على قصر الحيلة، فلم تفعل غير تدبيج البيانات المكرورة بلغتها الخشبية المسروقة من أدبيات الخمسينيات، وكذلك الشخصيات الوطنية، فجميعهم أفراد يطمحون للمناصب والكراسي، وتضحياتهم محسوبة، وعلى الأغلب ليست مصالحهم الآن في صف وكفة أهل الجندي معارك، ولا تخدم قضيته أجنداتهم المشبوهة، لذلك يصمتون.
بينما فلول اليسار التي غابت عن المشهد الوطني تماماً واستسهلت اللحاق بالنظام السوري، وللمفارقة، فهم يشعرون الآن بنشوة النصر، ولا ندري عن أي نصر يتحدثون، لكن الأيام القادمة ستحمل لهم اكبر الصفعات، حين تتخلى القوى الدولية والاقليمية عن تلك الرموز، الدمى المثبتة بالصمغ والكرتون، التي يهتفون لها.
إنه لأمر غريب حقا، أن تتوافق وتتحد كل هذه المجموعات من المتحمسين الأوغاد، رغم فرقتهم، نعم، فجميعهم اليوم على قلب خائن واحد، وليس عن طريق الصدفة يصمتون عن التضامن مع معارك 'ابو تايه'، بل لأنهم من صنف واحد، لا يعملون إلا مدفوعين بمصالحهم الفئوية التي بالضرورة تختلف مع مصالح الأردنيين من أمثال ابو تايه.
في هذه الزحمة، نسيت جماعات الافتاء، المشغولين بقطرة العين والتحميلة، هل تبطل الصوم والوضوء أم لا، نسيتهم ونسيت حماساتهم عندما تكون المواضيع ثانوية، والحقيقة أنني لا أريد أن أتذكرهم، ففي صمتهم خير وبركة.
أي معارك أبو تايه الحبيب! نعرف وتعرف أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، لكننا نعرف أنك حين شددت بندقيتك إلى قلبك الأردني، وضغطت على الزناد، لم تكن تفكر بكل هؤلاء المتحمسين الأوغاد.

نيسان ـ نشر في 2017-07-20 الساعة 11:31

الكلمات الأكثر بحثاً