اتصل بنا
 

إيفانكا وتنورة خلود

صحفية وكاتبة عربية

نيسان ـ نشر في 2017-07-24 الساعة 11:12

السعودية تعتقل ناشطة يمنية بسبب ارتدائها ملابس غير متوافقة مع العادات والتقاليد.
نيسان ـ

ضجّت المواقع الإلكترونية، في اليومين الماضيين، بأخبار الناشطة خلود اليافعي، التي لاحقتها السلطات السعودية في الرياض, وأكّد بعض الناشطين أنّ 'مودل خلود' ليست سعودية، بل هي تحمل الجنسية اليمنية، في الوقت الذي لم توضح الشرطة السعودية هذا الموضوع.

خلود اليافعي، والتي تجولت في مدينة أشيقر الأثرية السعودية، مرتدية زياً تراه السلطات في السعودية مخالفاً 'العادات والتقاليد'، على الرغم من أنه بالمطلق لباس معتاد في دول عربية عديدة، وحتى الخليجية, ما ارتدته الفتاة التي ترى نفسها عارضة أزياء لم يكن أكثر من تنورة قصيرة بعض الشيء، وقميص غير فاضح، ربما في إطار الحرية الشخصية المفترض أن تكون مكفولة لجميع مواطني العالم. واللافت أن الفتاة لم تخرج في منطقةٍ مزدحمة بالبشر، ليكون الأمر بمثابة 'خدش الحياء العام'، أو تحدّي العادات والتقاليد، بل عمدت إلى تصوير مقطع الفيديو في منطقة فارغة تماماً، وهو ما كان يمكن أن تفعله في أي دولة أوروبية، أو عربية، من دون إثارة كل هذه الضجة، فالمشكلة بالنسبة للسلطات والناشطين في المملكة أنها صوّرت مقطعها في السعودية، وهو ما يستوجب المحاكمة.

وبالفعل، لم تقصر السلطات السعودية أمام هذا 'الخرق الأمني الخطير'، وتمكّنت من القبض على الفتاة وإحالتها إلى النيابة العامة، قبل أن تطلق سراحها لاحقاً، ويتم إغلاق القضية التي أثارت ردود أفعال دولية عديدة من المنظمات الحقوقية، وفي مقدمتها هيومان رايتس ووتش.

لكن اللافت أن تعاطي السلطات الأمنية السعودية مع اليافعي لم يعجب ناشطين سعوديين كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، أصرّوا على ضرورة معاقبة الفتاة لتكون 'عبرة' لغيرها، وخصوصاً بعدما أثار اعتقالها حملة تضامن بين فتيات سعوديات عديدات، اعتبرن أنها مارست حقها في الحرية الشخصية.

ولفتت الناشطات إلى أن الفتاة لو لم تكن سعودية لكانت أثارت موجة من حملات الإعجاب بين الناشطين السعوديين الذين كانوا سيتسابقون إلى كيل عبارات المديح لها، غير أن المشكلة الأساس أنها سعودية.

تفتح هذه اللفتة الباب أمام مفارقة حدثت قبل اسابيع, على ابنة أبيها 'إيفانكا ترامب', والنجمة 'إيفانكا' هي المُحتفى بها في السعودية على نحو غير مسبوق لابنة رئيس أميركي على نحو رسمي وجانب شعبي، حتى تلقت طلباً مُصوراً للزواج يوسط صاحبه فيه الملك 'سلمان'، وهي المتزوجة، فضلاً عن تسمية رضيعة باسمها جُلّ ذنبها أنها أتت للدنيا في مثل هذه الفترة المُلغزة من تاريخ الأمة العربية الإسلامية، فيما يبنى أحدهم مسجداً باسم أمها السيدة 'ميلانيا'.. وفي الحقيقة فإن 'إيفانكا' وزوجها 'جيرد كوشنر' يضطلعان بدور رسمي في البيت الأبيض؛ ثم ها هو أبوها بعد مغادرته السعودية بنحو شهر يُصرح في تجمع لمناصريه في 'سيدار رابيدز' في ولاية أيوا بأنه اتفق على أخذ المليارات من أموال السعوديين، وأنه اتفق معهم، أيضاً، على محاربة ما سماه بالإرهاب، ثم غادرهم تاركاً إياهم بالفعل ليأخذوا إجراءات ضد دولة معروفة بدعمها للإرهاب وتمويله، وهما يتصارعون الآن معها، وأنه مؤمن أن للأميركيين أثراً وتأثيراً ضخماً في هذا الأمر، بحسب قوله.

وأضاف 'أبو إيفانكا'، ليتحفنا كعرب بالقول: 'لا يمكننا أن نترك تلك الدول البالغة الثراء في استمرار تمويل الإسلام الراديكالي الإرهابي، لا يمكننا السماح بذلك'.


فهل يا ترى كانت المليارات السعودية المُتدفقة على 'ترامب' من أجل (الإرهاب) المُدعى فحسب.. أم من أجل القبول بأمور اخرى!!

هل جال في خاطرهم أن يتساءلوا لماذا هذا ؟,وكيف نضيع ثروتنا بهذا الشكل؟,هل أتعبوا أنفسهم وفكروا وسألوا وتابعوا كما تابعوا تنورة خلود أن يسألوا كما سأل أحد الشباب وزير البترول السعودي ألأسبق أحمد زكي يماني (لماذا ننتج بترولاً أكثر مما نحتاج.. ونبيعه بأقل من سعره.. لماذا هذه التضحيه المجانيه لأمريكا والغرب؟!)، لم يجبه يماني لأنه يعلم الحقيقه التي يجهلها الشاب الذي يظن أن التضحيه مجانيه وهي ليست كذلك!,هل حدد ملايين السعوديين المؤيدين والمستنكرين لظهور تنورة خلود الأولويات التي يجب ألإهتمام بها؟

ثرواتهم .. مستقبلهم .. مستقبل أولادهم وأحفادهم أم تلك التنوره ؟,لو كتب كل واحد فيهم كلمة تساؤل ..كيف ولماذا ؟ لأحدثوا دوياًوضجيجاً تهتز له أركان القابعين في البيت ألأبيض ومثلهم في الرياض ,لأنهم وقتها سيعلمون أن الشعوب بدأت تفيق وتنتبه وتعلم أن إستنزاف الثروات بيد إيفانكا وأبيها أهم ألف مره من تنورة خلود !

نيسان ـ نشر في 2017-07-24 الساعة 11:12


رأي: كرستينا مراد صحفية وكاتبة عربية

الكلمات الأكثر بحثاً