اتصل بنا
 

شهامة رجل آلي

نيسان ـ نشر في 2017-07-24 الساعة 11:19

المقال يتحدث عن رجل آلي روسي ينقذ فتاة صغيرة من سقوط رفوف خشبية عليها، ويثير الحادث تساؤلات حول مصدر الخبر وصحته، ويشير إلى أن الجمهور لم يصدق الحادث في البداية واعتبره مسرحية أو تسويق إعلاني، ويعتبر الحادث دليلاً على قدرات الروبوتات ويثير الصدمة لدى الجمهور.
نيسان ـ

قام رجل آلي “روبوت” روسي، بتنفيذ عملية إنقاذ لفتاة صغيرة من التهشم تحت ثقل رفوف خشبية مليئة بصناديق ثقيلة، كانت تحاول تسلقها، من دون أن يكون مبرمجا على هذا العمل.

لم تكن الفتاة الصغيرة على ما يبدو بصحبة أحد الكبار من أقاربها، عندما كانت تلهو بالقرب من الرفوف وحين أوشكت على السقوط، تحرك الرجل الآلي في اللحظة الحرجة هذه ليمد إحدى يديه في محاولة لوقف تدهور الرفوف وسقوطها على الفتاة، الأمر الذي أعادها إلى وضعها الطبيعي وأنقذ الفتاة من جروح خطيرة ربما كانت تؤدي إلى وفاتها تحت وطأة هذا الثقل.

وعلى الرغم من أن الجمهور قد يجد صعوبة في تصديق ذلك، إلا أن مقطع الفيديو الذي روّج للحادثة الغريبة يثبت بطريقة لا ترقى إلى الشك أن هذا الروبوت قد قام بعمل (بشري) غير متوقع، من مخلوق حديدي مثله.

لكن يبدو أن علامات استفهام بعض المتخصصين ما زالت تحوم حول مكان الواقعة، وترتبط تساؤلاتهم هذه في العادة بمصدر الخبر؛ إذ أن هذا النوع من الأخبار لا يصدر إلا من مختبرات المخترعين أنفسهم، وهي قد لا تبتعد عن كونها مجرد تسويق إعلاني لمنتجاتهم الروبوتية أكثر منها حقائق تستحق الفحص، في إشارة إلى أن هذا المختبر وغيره من المختبرات صدرت عنها بعض الأخبار الأخرى الغريبة ومنها ما تعلق بمحاولة أكثر من روبوت الهروب من باب المختبر الرئيسي!

في العموم، لم يصدق الناس الواقعة التي جرت في قاعة كانت مهيئة لاستضافة حفل تخرج طلاب إحدى الجامعات في روسيا، وراحوا يبحثون عن الاحتمالات والثغرات بهمة عالية؛ بعضهم اعتقد بأنها مسرحية غير محكمة الإخراج، إذ أن الصناديق تبدو فارغة من طريقة سقوطها، كما أن الفتاة الصغيرة لم تبد أي خوف بعد نجاتها من الحادث فيما لم يظهر والداها في الصورة الخلفية له.

كل هذه التفسيرات وغيرها، كانت أداة استخدمها الجمهور بسبب خشيته من أن يكون الحادث حقيقيا أو ربما للتعبير عن صدمته بأن ما قام به الإنسان الآلي، قد يعجز عن القيام به إنسان حقيقي من دم ولحم.

تعد الروبوتات من الآليات التي ستحظى في المستقبل بالعديد من الصفات البشرية، كما أن بعضها يمتلك فعلا بعض هذه الصفات، فيما يرى خبراء أن امتلاك التقنيات الحديثة مثل الريبوتات لصفات بشرية، سيسهم مستقبلا في توطيد علاقة الإنسان مع الآلة بشكل قد يضعف علاقته مع أقرانه من بني البشر.

في بريطانيا مثلا، هناك نيّة لتطوير استخدام الروبوتات البشرية لتدريب الأطباء والممرضين المتمرنين في المستشفيات.

وتنجز الروبوتات اليوم بكفاءة عالية، العديد من المهام التي كانت حكرا على البشر، حيث يوجد في العالم اليوم روبوتات تقوم بحلاقة شعر الرأس، سياقة المركبات، إدارة المخازن، تنظيف الحديقة، وإعداد الطعام وتقديمه، وفي القريب العاجل ربما تتضاعف نسب البطالة على مستوى العالم؛ فالشركات العالمية باتت تعمل على تعزيز الكفاءة الإنتاجية وسرعتها، والأهم من ذلك محاولة تجنب المشاكل التي تسببها الأخطاء البشرية؛ فالروبوت لا يخطئ ولا يتعب ولا يقضي الوقت في الشكوى والتذمر مثل زميله العامل البشري، وهذا هو المطلوب، فضلا عن ذلك فهو قد يظهر تعاطفا قل نظيره مع بني الإنسان، تعاطفا صار شحيحا وعملة نادرة في هذا العالم المليء بالبشر.

نيسان ـ نشر في 2017-07-24 الساعة 11:19


رأي: نهى الصراف

الكلمات الأكثر بحثاً