ألا تستطيع عمان توفر الخدمات التي توفرها الإمارات للمستثمرين
فتح سعادة
كاتب أردني وخبير مياه
نيسان ـ نشر في 2015-06-13 الساعة 14:43
نيسان ـ
لو كنت مكان رئيس الوزراء لكنت في غاية الحرج من هذا السؤال .... قد يقول البعض أننا لا نستطيع. فالإمارات العربية المتحدة تقع على طريق بحري يمر منه 40% من التجارة العالمية وهي مدعومة بأموال النفط. لكن هل هذا كل شيء.
الحقيقة أنه في ظل مزايا الإمارات العربية ودبي تحديدا فعمان لديها مزايا أكبر في اعتبارات المستثمرين ودول المنطقة ويبرز ذلك اذا أخذنا في الاعتبار الحقائق التالية:
ليس كل ما توفره الإمارات متعلق بوجودها على طريق التجارة الدولية بل إن أهم ما توفره هو سهولة الاستثمار فإنشاء شركة في دبي ربما يكون أسهل من شراء سيارة من المنطقة الحرة في الزرقاء. توفر دبي الخدمات اللوجستية ومستوى رفيعا من الرفاهية بحيث أن جزءا هاما من المستثمرين في المملكة العربية السعودية يقيمون في دبي وأبو ظبي ويتنقلون بين بيوتهم في دبي وأبو ظبي ومدن المملكة العربية السعودية ولا سيما ديناميكية خدمات النقل الجوي. ثقافة قبول الآخر والتعامل المهني فالإمارات توفر بشكل متميز مجتمعا متعدد الثقافات يقبل الآخر ويتعامل معه بمهنية وقد اشتكى كثير من المستثمرين القادمين من دبي والإمارات صعوبة التعامل مع موظفي الدوائر الرسمية في الأردن أو ما نسميه شعبيا اتباع سياسة التطفيش مع المستثمرين الأجانب .... توفر الإمارات مستوى دخل متميز للقطاع العام تجعل تعامل موظف القطاع العام مع المراجعين راقيا ومهنيا.
لو أتينا الآن لمزايا الموقع في الإمارات العربية والطبيعة الجغرافية والمساحات والمناخ وقارنا ذلك بالأردن لوجدنا الأردن متفوقا وذلك للأسباب التالية:
مساحة الإمارات العربية هي تقريبا نفس مساحة المملكة وهي حوالي 85 ألف كيلومتر مربع بمناخ حار جدا بعكس مناخ الأردن المعتدل عموما والذي يفضله معظم المستثمرين على مناخ الإمارات العربية. إذا كان موقع الإمارات يضعها حلقة وصل بين شرق آسيا والخليج العربي والبحر المتوسط وأوروبا فالأردن كذلك هو همزة وصل برية ليست أقل أهمية بين الخليج العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية والكويت وبين أوروبا من خلال تركيا وكذلك مع أفريقيا من خلال خليج العقبة ولا ننسى في هذا المقام أنه لولا احتلال فلسطين ومقاطعة الدول العربية لإسرائيل لأصبح الربط بين المملكة العربية السعودية والكويت والعراق مع البحر المتوسط أسهل بكثير من خلال الأردن الى ميناء حيفا. إن أهمية مدينة المفرق كميناء بري بين أهم دول الإقليم توازي أهمية ميناء دبي كميناء بحري. الموارد البشرية في الأردن متاحة محليا عكس الإمارات التي تستورد معظم مواردها البشرية. يوجد في الأردن مزايا لسيت موجودة في الإمارات كالسياحة الى المناطق الأثرية وخدمات السياحة العلاجية.إذن في المحصلة يستطيع الأردن أن يكون على الأقل منافسا قويا لدبي في ميزان الاستثمار والتجارة الدولية.