اتصل بنا
 

كلب الوزير

نيسان ـ نشر في 2017-08-14 الساعة 10:19

x
نيسان ـ

استعاد الزميل موفق كمال قصة كلب الوزير من شتاء 1997، برمزية أخّاذة، ليؤشر وببلاغته المعهودة إلى بشاعة المشهد السياسي، ووصوله إلى مستويات خطيرة، في وقت لا يزال الرسمي يتحدث عن أهمية الإصلاح وترسيخ دعائمه في بناء الدولة المدنية.
وتاليا ما كتبه الزميل كمال على صفحته الخاصة في الفيسبك تحت عنوان كلب معاليه:

كنت اتردد على محكمة امن الدولة شبه يومي لتغطية اخبارها التي كانت ولا تزال تثير جدلا لدى الراي العام.
واذكر انه في شتاء عام ١٩٩٧بينما كنت اعمل في صحيفة شيحان الاسبوعية..كنت خارجا من محكمة امن الدولة وانا بكامل قيافتي..استوقفت سيارة تاكسي، وما ركبت الى جانب السائق حتى دار بيني وبينه الحوار التالي:
السائق: مرحبا ، الاخ محامي.
فاجبته : لا والله انا صحفي في جريدة شيحان الاسبوعية .
قهقه السائق ضاحكا ثم قال : شيحان ام الفضائح .
فأجبته : نعم يا اخي.
ثم صمت السائق قليلا وبعدها قال: بتعرف الوزير فلان (.... )
فأجبته والفضول يثيرني ان هناك خبرا خطيرا وراءه:نعم بعرفه (وهذا الوزير كان في حكومة عبد السلام المجالي)، لكن اتحفظ على ذكر أسمه للافلات من عقوبة التشهير.
ثم ابتسم السائق بخبث وقال: ' خذلك هالخبر'، يا سيدي معالي الوزير مربي كلب في منزله لغايات الزينة فقط، وجارته سيدة المانية الجنسية ومتزوجة من طبيب مشهور، لديها كلب بوليسي شرس ضخم البنية وذو رأس كبير .
وأضاف ان كلب معاليه تشاجر مع كلب جارته الالمانية البوليسي، لكن الاخير اطاح بكلب معاليه بعلقة من العيار الثقيل، ولولا تدخل خدم الوزير وفض المشاجرة بين الكلبين، لمات كلب معاليه متأثرا بإصابته.
ويتابع ان زوجة معاليه (التي اصبحت عضوا في مجلس الاعيان لاحقا) اتصلت بزوجها الوزير ، وطلبت منه ترك عمله في الوزارة والحضور الى البيت للانتقام من كلب جارتها الالمانية، فيما استدعى الخدم الطبيب البيطري الخاص بالكلب لغايات اسعافه من خطر الموت الذي كان يلاحقه.
معالي الوزير ولدى وصوله البيت كان كلبه في حالة يرثى لها، فتوجه الى منزل الطبيب وقرع الجرس، وعندما خرجت زوجة الطبيب، كلمها الوزير باللغة الانجليزية قائلا : ان كلبكم شرس وعدواني ولا يجوز ان يعيش في المناطق السكنية وسابلغ السلطات كي تجهز عليه.
وبحسب السائق انه في مساء ذلك اليوم حضر الطبيب ومعه مجموعة من اصحاب النفوذ ورجال الاعمال على شكل جاهة
، مطالبا المصالحة قبل ان يستغل الوزير سلطاته ويجهز على كلبه.
وبالفعل تمكنت الجاهة الكريمة من المصالحة بين الوزير والطبيب الذي قدم في نهاية الجلسة هدية لكلب معاليه وتعهد بنفقات علاجه.
كان السائق يحدثني حكاية كلب معاليه وكأنه يعيش ضمن أفراد أسرة الوزير، وعندما طلبت منه تأكيد مصداقية هذه المعلومات ، رفض وبشدة وقال لي:'يا أخي انت صحفي ومسؤوليتك التأكد من الخبر'.
لدى وصولي مقر الصحيفة بالقرب من دوار المدينة الرياضية، قمت عالفور بكتابة الخبر لكن دون ذكر المصدر او أسم معاليه الذي كان ذو أهمية بالصالونات السياسية والاقتصادية .
سلمت الخبر ورقيا انذاك للزميل جهاد ابو بيدر الذي كان مديرا للتحرير، لكن الاخير رفص استلامه وطالبني بضرورة الالتزام بالقاعدة الصحافية وهي الرأي والراي الاخر.
وبالفعل اجريت اتصالا بمعاليه لاخذ رايه بهذه القصة ودار بيننا على الهاتف الحوار التالي :
انا: مرحبا معاليكم هل لديكم كلب في منزل؟
الوزير : نعم ؛ ولكن ما هو شأنك بذلك؟
انا: هل قمتم بتهديد جارتك بقتل كلبها عبر امانة عمان بسب قيام كلب الجيران بضرب كلب معاليكم ؟
غضب الوزير قائلا :' الله أكبر ، فوق ما كلبي انضرب بدكو تكتبوا ضده '!!.
ثم اردف قائلا ' انا كلبي له مدرب ويتناول غذاء خاص '.
انتهت المكالمة الهاتفية مع الوزير باغلاق الهاتف بوجهي، فيما قمت بالتعديل على الخبر واضافة الحوار مع الوزير.
لكن ما هي لحظات حتى شاهدت رئيس مجلس ادارة الصحيفة الدكتور رياض الحروب يتوسط الجريدة ويسأل عني، وعندما شاهدني نظر لي بازدراء وتوجه الى مكتب رئيس التحرير المسؤول انذاك الزميل رجا طلب وقاله له: ' ايش يا رجا تاركين قضايا الفساد في البلد ، وبالشانين بكلب معاليه.
بعد ان غادر الحروب مكاتب الصحيفة استدعاني الزميل طلب الى مكتبه وقال لي محذرا:' اسمع يا موفق كلب معاليه خط احمر'.
ملاحظة// هذا اول خبر في مسيرتي المهنية يمنع من النشر

نيسان ـ نشر في 2017-08-14 الساعة 10:19

الكلمات الأكثر بحثاً