عبد الحسين عبد الرضا رائد التنوير في الوطن العربي
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-08-15 الساعة 16:01
عبد الحسين عبد الرضا: فنان درامي يبكينا ولا يضحكنا مؤقتا كـغوار الطوشة السوري
واهم من يظن أن الفنان الكويتي الراحل المرحوم عبد الحسين عبد
الرضا ،فنان كوميدي أو مهرج مهمته إضحاك الناس فقط ،كما كان
يفعل الفنان السوري الغشاش دريد لحام الملقب بغوار الطوشة ،الذي
تاجر بعواطفنا وضحك علينا بمسرحياته التي كان تلامس ما بداخلنا
وأضحكنا على أنفسنا أولا،وتبين مؤخرا أنه تابع للنظام السوري
ومدفوع منه للتنفيس وإضحاكنا في نهاية المطاف على أنفسنا بعد أن
كنا نشاهد أعماله ومنها كاسك يا وطن والحدود ،ونحن نبكي.
يختلف الراحل عبد الحسين عبد الرضا الذي فارقنا قبل أيام عن
غوار الطوشة السوري ،و كان يضحكنا مؤقتا ثم يبكينا بعد أن نغادر
مسرحه أو نغلق شاشة التلفاز،لأننا كنا نصحوا على واقعنا المر
الأليم الذي كان يستعرضة الفنان الراحل في مسرحياته ومنها بطبيعة
الحال :بنو صامت وعلى هامان يا فرعون وباي باي لندن ودرس
خصوصي وفرسان المناخ وفرحة أمة وباي باي عرب وسيف
العرب وقاصد خير.
كان الفنان السوري دريد لحام مخادعا خدش كرامتنا حد الجرح ،مع
أن مسرحياته كانت تلامس شغاف قلوبنا وتسبر أغوار انفسنا وتستفز
مآقي عيوننا لتجرف آخر نقطة دموع فيها ،ولكنه وكما تبين كان
عميلا للنظام السوري ويعمل حسب توجيهاته وبدعم منه كي يلهينا
،عكس راحلنا الكبير الذي وإن كان يضحكنا لهنيهة ،كان يبكينا كثيرا
.
صحيح أن الكوميديا كانت تغلف اعمال الراحل الكبير عبد الحسين
عبد الرضا ،لكن الجوهر كان دراماتيكيا ينحت بتأثيره داخل انفسنا
فيبكيها بصمت أو يبكيها بحدة حتى الضحك على مبدأ;شر البلية ما
يضحك;،وهذا يدعونا لإعادة قراءة مسرحيات راحلنا الكبير
وبالتحديد باي باي لندن وباي باي عرب وبني صامت وغيرها.
لم يكن راحلنا الكبير عبد الحسين عبد الرضا سوى رائدا للتنوير في
الوطن العربي ،وليس ذنبه أو ذنبنا إن لم يستطع راحلنا الكبير بفنه
الحاد النفاذ لعقول البعض المغلفة بالجهل والظلام الأشد ظلاما
وعتمة القبور المطمورة بالإسمنت المسلح.
هؤلاء الجهلة الظلاميون الذي ينفخ في;كيرهم;نهج دمر العراق
والكويت ومن قبلهما لبنان وباع قبل ذلك فلسطين للصهاينة ويحاول
تدمير قطر ،ويقيني أن القيادة الكويتية تلقت الرسالة مؤخرا وفهمتها
،ولذلك كان إصطفافها مع قطر قرارا سليما .
هذا النهج الظلامي الذي أعمى الله بصيرته قبل بصره عن التطبيع
العلني مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،
وتشمروا لتهديد ووعيد من يترحم على روح راحلنا الكبير عبد
الحسين عبد الرضا بحجة أنه شيعي،وهم بذلك يرفضونه في حين
يصمتون صمت الكلاب الميتة على تدنيس بلاد الحرمين الشريفين
الطاهرة بدنس يهود بحر الخزر المتصهينين الإرهابيين .
كما وأعمى الله قلوب هؤلاء الجهلة بشرع الله وبما ورد في كتابه ،وما
خلفه لنا نبينا الكريم محمد بن عبد الله الأمي الهاشمي العربي المكي
الأمين ،وباتوا يغردون خارج السرب بعزفهم على وتر التكفير لكل
من خالف نهجهم ،مع أنهم هم الذين يستحقون التكفير لعماهم وصمتهم
عن التطبيع مع مستدمرة إسرائيل.
نيسان ـ نشر في 2017-08-15 الساعة 16:01
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية