نسرين أبو دية.. فتاة "اللويبدة" عاشقة المنسف وصوت "سوبرانو" لا تخطئه الأذن
نيسان ـ نشر في 2017-08-16 الساعة 23:45
إعداد - سعد الفاعور
أحبت الكتابة منذ نعومة أظفارها، وبرعت في مجالات النثر والخواطر القصيرة، لكنها تفضل أن تحتفظ بهذه التجارب لنفسها أو أن تشاركها فقط مع أصدقائها. وهي أيضاً صاحبة تجربة متواضعة في كتابة الرواية القصيرة، فضلاً عن عشقها للتمثيل في المسرح.
تحب الأكل كثيراً، لكنها تفضل أكل البيت على الأكل الجاهز، تعشق 'الطبايخ'، لكنها لا تفضل الحلويات. وهي أيضاً لا تكتفي بتذوق الأطعمة أو تناولها، لكنها أيضاً تجيد الطهو وتتقن إعداد وتجهيز قوائم الطعام، وخاصة العربية الشرقية، أما الغربية، فهي لا تتقنها. تحب المحاشي، وأكلتها المفضلة هي الكوسا وورق العنب، لكنها تعشق المنسف أكثر.
في جبل اللويبدة، أحد أهم أحياء عمان العريقة، ترعرعت وعاشت طفولتها وصباها ومراهقتها وشبابها، ومن أجواء الحي العمّاني العتيق، الذي يزاوج بين صور الماضي الأنيقة وصور الفخامة والحداثة المعاصرة، صدح صوت، الألترو سوبرانو، الأردنية، نسرين أبوديه، نجمة متألقة في الأثير الإذاعي والفضاء الإعلامي.
ومن بين طرقات مقاهي المثقفين والفنانين والإعلاميين والحزبيين والناشطين السياسيين ورواد المسارح، شقت طريقها صوب واحدة من أعرق الجامعات الأردنية، لدراسة الأدب الإنجليزي، فحصلت على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من الجامعة الأردنية بتقدير جيد جداً.
عملت بعد تخرجها، لمدة ٣ سنوات في مجال التدريس، وظلت طيلة هذه المدة تبحث عن فرصة في مجال الإعلام، يحركها ويدفعها في ذلك، شغفها وعشقها للإعلام منذ كانت طفلة وتلميذة صغيرة في المدرسة حيث كانت تميل للتمثيل والمشاركة بنشاطات الإذاعة المدرسية، والتمثيل المسرحي.
أحبت الإخراج والتمثيل، وسعت لدراسة هذا التخصص، لكنه لم يكن متاحاً وقتها في الجامعة الأردنية، فعوضت ذلك بالبحث عن نافذة تمارس من خلالها هذه الهواية، وبالفعل بدأت خطواتها الأولى في هذا المجال بالأداء الصوتي وتسجيل البرامج الوثائقية، معتمدة على خامتها الصوتية المميزة، التي فتحت لها أبواب الشهرة من أوسعها.
أخذت فرصتها الحقيقية في مجال الإعلام من خلال شاشة قناة 'رؤيا'، فكانت من بين كادر القناة المؤسس منذ انطلاقتها في الأول من كانون الثاني 2011، فعملت معدة، ومقدمة لعدة برامج، حوارية شبابية، سياسية، وصحافية وإخبارية.
وبسرعة كبيرة، اجتازت مرحلتي الفطام والحبي في تعلم أبجديات الصحافة والإعلام، فأصبحت أكثر ثقة بنفسها، كما تعلمت الوقوف والسير على قدميها، في دروب الأثير الإذاعي والفضائي الوعرة. ومن هنا، سنحت لها عدة فرص للعمل في الإذاعات، وتمكنت من العمل في الإعلام المرئي والمسموع في ذات الوقت.
حققت شهرة كبيرة، وشهرتها سبقتها إلى قلوب محبيها وجمهورها، فأصبحت مطلباً للمحطات الإذاعية، وكأنها لاعب كرة قدم تتسابق الأندية على خطفه وضمه إلى صفوفها. وهكذا، بدأت العروض تنهال عليها، ولم يعد غريباً أن تراها تقدم برنامجا حوارياً في المساء بإحدى الفضائيات، بينما تقدم برنامجاً صباحياً في محطة إذاعية.
ومع نسرين، دائماً تعلو الضحكة، فنادراً ما تجد سائقاً يقود سيارته في زحمة شوارع عمان، والضحكة لا ترتسم على محياه. وإن سألته عن سر ضحكته، قال لك: إنها النكات الظريفة التي تلقيها المتألقة نسرين، من خلف المايكروفون وهي تقود سيمفونية صباحية مشوقة عبر الأثير الإذاعي.
عن تجربتها في فضائية 'رؤيا' تقول:'مما لا شك به أن رؤيا كانت مفتاحي لدخول الإعلام فهي من اكتشفت موهبتي وتبنتها وصقلتها، وللعديد من الإداريين والعاملين الحاليين والسابقين فيها أفضال لا تنسى على مسيرتي الإعلامية. كما أن عملي في الأخبار والصحافة وسع مداركي على السياسة بشكل عام والقضايا المحلية بشكل خاص، ونمّى قدرتي على الحوار والارتجال، فامتلكت سرعة البديهة في اختيار المصطلحات المناسبة وتوظيفها في المكان المناسب بالإضافة إلى تطوير مهاراتي في اللغة العربية'.
وعن سبب انتقالها من 'رؤيا' إلى 'راديو هلا'، تقول: 'رغبت إدارة راديو هلا في أن أنضم الى فريقها المميز الذي افتخر أن أكون جزءاً منه؛ لتقديم برنامج خاص بي ضمن عرض جيد جداً، وكنت على يقين أنه كان القرار الأنسب لي. إدارة الراديو ممثلة بسمو الأمير فيصل بن الحسين وسمو الأميرة زينة الفيصل مشكورين وفروا لي الدعم والتشجيع وحرية اختيار ما أقدمه، وأنا أشكرهم لإيمانهم بقدرتي على تسلم هذه المسؤولية'.
ومن خلال راديو 'هلا'، أصبحت، نسرين أبودية، بصمة فارقة، وصوت لا تخطئه الأذن. ففي كل صباح، وعبر برنامجها المتألق 'عالصبحية' تصحب المستمعين بباقة متنوعة من الأخبار والترفيه والأغاني الأكثر شهرة، من العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، فتتطرق إلى قضايا منوعة وعديدة تهم المواطنين بكافة شرائحهم وفئاتهم العمرية.
وعلى ذات المنوال، وبعد الشهرة الذائعة لبرنامج 'عالصبحية'، استطاعت ابنة جبل اللويبدة، أن تعيد الكرة مرة أخرى، وأن تصنع قصة نجاح جديدة، وجماهيرية أكبر عبر برنامج 'مروحين مع نسرين'.
وعمّ إن كانت تفكر بالعمل في إذاعات أو فضائيات عربية بالخارج، تقول: 'لا شك أن فرصة العمل في الخارج يطمح لها كل شخص في مجال الإعلام وقد تأتي مرة بالعمر، ولكن أرى أن ظروف عملي الحالية مريحة جداً، خاصة بوجودي بجانب عائلتي وأصدقائي، فهذا يجعلني أكثر قناعة بالبقاء في بلدي الذي ترعرعت فيه، وتنفسته بصدق، وكنت وسأظل مخلصة له وأغار عليه. فلم لا أخدمه عوضاً عن خدمة بلد آخر؟'.