اتصل بنا
 

سقوط الاقنعة

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2017-08-19 الساعة 12:10

الوعي المستنير والتخلف: حالة الأمة المصرية ومشروعان متناقضان
نيسان ـ

منذ ان اعلنت الصمت ..امس وسط حالة انكشاف مذهلة .. مؤلمة .. تبعها سقوط اقنعة ,, وسقوط شظايا بشرية وروحية .. تعهدت بالتقاط ما تبعثر منها والانطلاق بها.. لا لاني البطل المغوار ولا الفارس المهاب بل لفلسفة اؤمن بها وجربتها .. لامسار صحيحا ولا نجاح الا بعد ان يلذعك درس قاس في الحياة .
لكن .. ارتسم مشهد واقعي ظل يحوم .. ان هناك هواة في فن السقوط ويتجاوزوا الحالة بالتلذذ احيانا والانتشاء لوصولهم للحافة وصنع ضحية من وضعهم وسقوطهم .. والنحيب.
.. ورن الرنين ذاته -انت شو دخلك -والسوأل ذاته .. مين انت .. اذا كانت الناس ترسم لحالها هذة المشاهد وتمثلها على ارض الواقع .. ثم تستعطي وتستجدي حبهم واعجابهم والتفافهم .. والانكي انها تتاجر بتاريخ ما من حياتها .. وفي النهاية تزحف وتحبو وتهرول نحو السقوط .. هي مدمنة سقوط .عبثا تحاول .. او مافيش فايدة هكذا وصف سعد زغلول حال الامة المصرية وربما ينطبق على بعض من حال ادعياء الوعى .
للامانه كنت انتوى ..مناقشة قصة الوعي .. لانها تلح وواجبة الحضور هذة الايام من زاويا عدة سانتقي واحد منها ذات طابع محلى ولكن بداية سادفع باعتراف سيقلق الكثير .
الوعي المستنير .. التراكمي الذي لايحشر حالتة في دائرة ويحوم حولها ويمجد بها ويطرقنا ببطولاتها ومعاركها الدنكشوتيه صباح مساء .. على الاطلاق ليس وعيا .. له تسمية ..اللذين اطلوا على بطون علم النفس يعرفونه .. ويعرفون .. انه علة لااعتقد ان ثمة خجل او حرج من الاقرار بها من الذين يدعون الوعي ومنهم ايضا بالضبط .
في العالم العربى مشروعان .. مشروع التخلف وبالضبط ايضا هناك حملة للمشروع ومنادين به ومن يكرسونه ومن يعملون على استدامتة بالعنف احيانا بالترهيب احيانا باغتيال الشخصية لحظة الاختلاف مع الاخر او التفوق علية .
والمشروع الخضاري ليست ادواتة ومظاهرة الفندق وبرك السباحة او الزي او ان قدرك ان تعيش دائما في ضيق حال او انك ذهبت بخاطر ك له..فتولد في بيئة معدمة وتتتصابى فيها وتكبر ويداهمك العمر ..ومصر ان تموت فيها ..رغم انة وفق مشاهداتي ليست بالسيئة لا جغرافيا ولا ناسا ..
للاسف هناك ما يدفعنا للتنظير في قصة المشروع الحضارى وادواتة الاولى ..العقل والفكر والانفتاح المتبادل والتغيير وبالضرورة .. امتلاك الجرأة وشجاعة التجاوز والقفز.
قبل ان انهي .. ربما الوعي الحقيقي المارس في عالمنا العربي لايتجاوز المؤمنين به والممارسين له اصابع اليد الواحد وقد يضاف لها اصابع اليدالاخري مضطر لتسمية اسما ءلغاية في نفس يعقوب ..كعلى عبالرازق طة حسين انطون سعادة هادي العلوي مهدي عامل محمد اركون جورج حاوى .. الخ كلهم ادينوا بالوعي وصفاهم جسديا اعداء الوعي وهم اصحاب البسطات وجلساء الارصفه .
ومحليا ..قدر لنا في عام 1989 ان نخوض معركة الوعي والاستنارة ركبنا استراتجيةا طاقية الوعي على رؤوس الناس فقط لتحقيق الانتصار لن الناس الذين تحولوا الى اغنية يريدون انتصار ولو شكليا .. وتركنا الوعي في ذمة وحضن الاخرين .. لكنة لم يتزحزح سم عن الاحضان وتكررت المسرحية ذاتها لتكر س فيسيفساء اجتماعي غريب .. والباقي عند الاخوان .
اطلت .. لكن ثمة حقيقة موجعه ..ان الازدواجية وتتعدد المعايير وقلب المقاييس وفق المزاج وعدم المبالاة وعلى اساس ان شرش الحياء طق والمهم سلامتي راسى .. لا ينجي دائما من السقوط والوقوع في الكارثة.
اما ان اكون جزء من المشروع الحضاري التنويرى فكرا وسلوكا وتعايشا حتي في بيتى واسرتى وهنا -انا لست من دعاة المجون الحضارى ولا الانفلات- وحتي لا اتيح لاصحاب الاسلحة التى احس اننا تتهياء للخروج من غمدها - فرصة ان تحيك حرب داحس والغبرا =ولا انا شمات او عياب .. ولا من مدرسة صناعة الفتن علي اى شكل .. على اعتبار ان هذة حجج الفلاس الفكري .
القصة ببساطة جدا كان يمكن اصل اليها بسطرين او عبارات محدودة خالية من المجملات .. لكن الحالة التى اواجه هذة الايام بالنسبة لى لاتحتمل ان اجهض مشروع حضارى اومن بة حتي لا اوذي مشاعر اخرين يحملون ذات المشروع لكن كل .. ماالمسة انهم على النقيض روحا وجسدا .. حتي حين اختلف معهم ثقافيا فكريا ينشبون اسلحة النقيض واسلحة فيها كل الحماقات والغباء والجهل والوضاعه الاخلاقية.. فقط من اجل ان تثبت ..انا اكتب اذن انا موجود .
سقطت.. هذة النظرية حين تأكد ان المعرفة قوة .. وان الوعي ملاذنا من الظلام والامية .

نيسان ـ نشر في 2017-08-19 الساعة 12:10


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً