اتصل بنا
 

نعامات تعوم في بحور الدماء

نيسان ـ نشر في 2015-06-14 الساعة 20:50

نيسان ـ


يكمن سر التراجع في بلادنا العربية، أننا جميعا موالاة ومعارضة، أحزابا ورسميون كبار، أصحاب دولة ومعالي أو حراكيون، ناشئة أو طاعنون في السن، تربويون أو دعاة إصلاح أو راسمو سياسات ، برلمانيون أو أكاديميون ، رؤوس أو أكتاف أو أطراف أو جسد؛ إننا جميعا - إلا من رحم ربي - نريد أن نسحب الوطن إلينا لا أن نذهب إليه، نحن نريد وللأسف أن يفصّل الوطن على مقاسنا.
الوطن لكي يخرج من عباءة الانغلاق، إلى سمو الانفراج والتحليق في فضاء الإبداع والانجاز والنهوض، علينا جميعا أن نذهب إليه، وان ننصهر في بوتقته، وأن يكون الوطن هو المسطرة التي تعدل اعوجاجنا، وتستقيم عليه كل الرؤى، وتنبثق عن تدرجات مسطرة الوطن كل الضوابط التي تحكمنا، بلا استثناء لأحد، بحيث يكون الجميع تحت القانون، دون أن يكون لأحد يد طائلة فوق القانون، إذ أن الاستثناءات ممرات يلج من بواباتها شياطين الهدم.
على الحكومات أن تعي أنها لم توجد إلا لتكون خادمة للشعب، وميسرة لشؤونه، تسهر على راحته وأمنه وسلامته، دون تغول أو استبداد في السلطة.
وعلى الأحزاب أن ترتب بيتها، وفق مسطرة الوطن، وفي حدود فضائه الرحب، وتحت مظلة الصالح العام للوطن.
وعلى أوطان الوطن العربي التي لم يجرفها طمي الربيع العربي - حكاما ومحكومين - أن يستوعبوا الدرس وان يكفوا عن الإمعان في التجاهل، وان يبدأوا مرحلة الإصلاح الحقيقي ليحصنوا الأوطان من وحل الظلم، فالدول التي طالها سخط الربيع العربي لم يسلم فيها لا حكاما ولا محكومين.
على أبواق الإعلام العربي للدول الذي لم يجرفها الطوفان بعد والتي تتغنى "بأنها غير" وأن حكمة السياسة ورشد الانظمة هو الذي جنبها الطوفان، أقول لهم بأنكم مخطئون، فالنظام العربي من محيطه الهادر الى خليجه الثائر، متشابه الى حد التطابق في آليات الحكم ومنظومات الفساد، والاختلاف بينهما بسيط جدا، لا يحصن من مكروه، ولا يغلق باب شر، والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اكتوى بنيران جهله وغفلته.
اللهم جنب الوطن شر كل مكروه وأنر بصيرة حكوماتنا لإقامة العدل.

نيسان ـ نشر في 2015-06-14 الساعة 20:50

الكلمات الأكثر بحثاً