حادثة فادي الخلايلة.. عندما غابت الحكومة وحضر الزعران والحفرتلية
نيسان ـ نشر في 2017-08-27 الساعة 12:40
دافع عن شقيقته فقتلوه. هذا ملخص حكاية القتيل بلواء الرصيفة في محافظة الزرقاء، فادي الخلايلة الذي أصر على الدفاع عن شرفه ومروءته حتى آخر نفس، في وقت تنازل به الكثيرون عن هذه القيم، وأصبحت مجرد عناوين إنشائية، لا تسمن ولا تغني.
في التفاصيل، أن الزعران سكبوا ماء النار على وجه شقيقة الخلايلة المتزوجة، بعد أن نكلوا بزوجها وبأسرتها، من دون ان نعرف الأسباب الكامنة خلف هذا الفعل الجرمي. أين الدولة من كل ذلك؟ أين أجهزتها التنفيذية؟ لمصلحة أي أجندات يجري كل هذا التسيب والتخبط؟.
حتى اللحظة الناس في اسكان الامير طلال وفي التطوير الحضري لم تهدأ، ولا تريد سوى إلقاء القبض على القاتل وكل المتورطين في الحادثة الشنيعة.
في الحقيقية لم تستنهض حادثة مقتل الخلايلة بني حسن فقط، بل إنها استنھضت ھمم الأردنيين جميعاً، بعد أن رأوا أن سلمهم الاجتماعي يغادر مكانه إلى غير رجعة، ولا سيما أن قبيلة بني حسن تقدم القتيل تلو القتيل في حوادث مشابهة، فلم ننسَ بعد مقتل عارف الخلايلة الذي قدم روحه العام الفائت ثمناً لمستجير من أبناء عمومته.
غياب الرسمي عن الرصيفة، وترك الناس تمارس عصبيتها على طريقتها الخاصة يعني أن الحكومة نجحت في استنبات 'الزعران' لمواجهة الربيع الأردني، لكنها فشلت في السيطرة عليهم لاحقاً، بعد ان باتوا قوة محصنة، ولهم رعاة وأرباب يديرون شؤونهم بسرية واحترافية بالغة الدقة.
بعد اليوم سيسمع كثيرون منا إهانات بالجملة لا تشمل شقيقاتهم فقط، بل وزوجاتهم وبناتهم ولن ينبسوا ببنت شفة، فقد عايشوا ردة فعل الرسمي على حوادث مشابهة انتهت إلى نتائج مؤلمة وفوضى عارمة فيما القاتل يمارس جرائمه دون رادع.
التفاصيل القادمة من أهلنا في قرى 'بني حسن' تدمي القلوب، وتفسر ردة فعل الناس على مقتل ابنهم، بعد أن جرى امتهان هيبة الدولة لصالح رعاية الزعران والحفرتلية.
إن تطبیق القانون بحزم ھو المدخل الرئیس للجم كل الخارجين عن القانون، ويعيد الأكسجين إلى شرايين الحياة المدنية في الرصيفة بدلا من تركها رهينة ردات الفعل وأنماط تعود لما قبل الدولة، فالناس في مجملها وإن بدت في ربطات عنق جميلة، فإنها تحرص أشد الحرص على تفقد قنواتها ومسدساتها كما تتفقد أبناءها.
لا تتركوا قرانا وأحياءنا للزعران والبلطجية وللمافيات، فإننا نجتهد في خنق المتمردين في دواخلنا، وصب الماء البارد على رؤوسهم الحامية، وحتما سنفشل في إسكاتهم والسيطرة عليهم كثيراً، كما فشلتم في إدارة مافياتكم المرخصة.


