اتصل بنا
 

مفاجأة الملقي..إلعب غيرها يا معلم

نيسان ـ نشر في 2017-08-29 الساعة 13:15

مفاجأة الملقي.. إلعب غيرها يا معلم
نيسان ـ

استطاع رئيس الوزراء، الدكتور هاني الملقي إشغال الأردنيين بقصة مفاجأته السارة، ولا سيما أن الإعلان عنها يأتي بتوقت بالغ الحساسية، سواء محلياً، إذ يستعد الناس لولوج عيد الأضحى، وبدء المدارس، أو إقليميا حيث ارتفاع وتيرة الغزل السياسي بين عمان ودمشق، مقابل هزائم متوالية لداعش في العراق.
يدرك الأردنيون أن الآداء السياسي السيئ والفاشل للحكومة يدفعها إلى انتهاج سياسة التخدير والوعود؛ للتعمية على حجم الكوارث الاقتصادية والسياسية والامنية الحاصلة في المجتمع، لكن هل يدرك الملقي أن نهجه سيأتي بنتائج عكسية؟.
بالنسبة لشريحة كبيرة من الأردنيين فإن الحكومة معنية بصناعة مفاجأة من الوزن السار لتقديمها للناس، ليس للمحافظة على ماء وجه الحكومة، بل لتتمكن حكومة الملقي من إنتاج مهزلة جديدة وبسيناريو مشابه خلال المتبقي من عمرها، ولا سيما أن الساحة حبلى بأحداث كبيرة.
كانت طلقة 'باردة' تلك التي تحدث بها الملقي قبل أيام قليلة، عن انفراجة حقيقية أمام الأردنيين بعد 9 أشهر، لكن الأردنيين تكفلوا بتهذيبها وإدخالها في الفرن الشعبي؛ لتخرج مشوية، وبعنوان 'حمل الحكومة الكاذب'، ومن باب 'التناحة' الرسمية يعيد الملقي إنتاج الأزمة نفسها حين ألزم نفسه بتقديم مفاجأة للشعب خلال ساعات.
عن أية مفاجآت تتحدث يا رجل؟. دع عنك كل ذلك وانشغل بإطفاء معاركك الداخلية.
إذا كانت الحكومة تقصد بمفاجأتها 'فتح' معبر طريبيل الحدودي، أو حتى تحسن علاقتها مع سوريا، فعليها أن تعي أن لا جهود حقيقية لها في ذلك، وإن فتح المعبر أو مواصلة إغلاقه أو تطورات العلاقة بين عمان ودمشق، هي نتيجة تطورات المشهد الامني هناك.
أما سيناريو العفو العام، والذي أسيء استخدامه على مدى سنوات طويلة، فلا بد أن يأتي في سياق إصلاحات شاملة وإعادة التأهيل، وليس كإبر تخدير للناس.
النكتة فيما يتداوله البعض حول نية الحكومة صرف راتب شهر لكل موظف، أو تقديم 100 دينار عيدية بأسوأ حال، فلن يحل راتب 'يتيم' مشكلة الناس الإقتصادية، ولكنها ستثقل موازنة الدولة وستكرّس نظرية شراء الذمم أمام توحش الفساد وعدم قدرة الرسمي على بتر أعضائه لينجو بما تبقى من جسده .

نيسان ـ نشر في 2017-08-29 الساعة 13:15

الكلمات الأكثر بحثاً