اتصل بنا
 

شبكات التواصل الاجتماعي تسقط حصانة المسؤولين

نيسان ـ نشر في 2017-08-31 الساعة 20:55

x
نيسان ـ

محمد قبيلات...لم يعد مَن يشغل منصبا أو يتصدى للعمل العام بمنأى عن ملاحقة الفضوليين والمعارضين والنشطاء المتفرغين، هذه الأيام، فشبكة وسائل التواصل الاجتماعي وفرت منصات كثيرة، وأطاحت الشبكة السحرية بأشكال الحصانة كافة، وأصبح من يشغلون أعلى المناصب وأكبرها عُرضة للنقد والتهكم وحتى الإشاعات وحملات التشهير.
قبل أيام، تم نشر خبر مزعوم عن رئيس الوزراء، الدكتور هاني الملقي، يقول إن الرئيس عقد قرانه على فتاة من مدينة إربد، ليكون هذا الخبر بمثابة شارة تنطلق من بعدها نار في هشيم الفيسبوك أكلت أخضر الرجل ويابسه، ولم يتوقف الأمر عند حد النقد بل ذهبت بعض التعليقات إلى خانة التجريح أو النقد الحاد، حيث ردد كثيرون تغريدة ' منّا المال ومنك العيّال' إشارة إلى فرض حكومة الملقي ضرائب ورسوم إضافية على العديد من السلع، ما اضطر الجهات المعنية لإصدار نفي للقصة من أساسها متضمنا التصريح بأن الرئيس يعيش حياة أسرية طبيعية مع زوجته الأمريكية الأصل.
وما كادت تخفت حدة زوبعة الرئيس وزواجه حتى ثارت أخرى وقودها رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية السابق، وليد الكردي، زوج الأميرة بسمة بنت طلال، فقد بدأت القصة بصب الحكومة الزيت على نار القضية المستكينة حين طلبت، قبل يومين، من السلطات القضائية جلب الكردي عبر الإنتربول الدولي، ما حدا بالأميرة بسمة أن تتدخل متضرعة عبر حسابها على فيسبوك إلى العلي القدير أن ينصر المظلوم من خلال ذكرها للحديث النبوي الشريف الذي يقول: 'اتّقوا دعوة المظلوم.. فإنّها تصعد إلى السماء كأنّها شرارة'.
هذه الزوبعة التفت، بفضل الشحن والدعاية الإليكترونية، لتعود إلى عقر دار الحكومة، فقد شغّل بعض النشطاء محركات نظرية المؤامرة لتفسير الإشاعات عن مفاجأة الحكومة السارة، فتوقعوا أن تكون عفوا عاما يشمل الكردي، لتظفر حينها الحكومة بالحسنيين معا، فمن جانب هي مارست ولايتها كاملة غير منقوصة من خلال جلب المطلوب الفار من وجه العدالة، وبالوقت نفسه تُشمله بالعفو العام، فترضي علية القوم بأن تقول له إذهب طليقا حرا فما أنت إلا نسيب كريم.
كل هذا غيض من فيض، فما زال النشطاء على هذه الوسائط، ينبشون المستور كله، فلم تعد من حدود لسطوتهم، وربما أصبحوا مؤهلين لتبوؤ مقاعد السلطة الرقابية الأولى؛ من حيث السرعة والقدرة على تحريض الرأي العام.

نيسان ـ نشر في 2017-08-31 الساعة 20:55

الكلمات الأكثر بحثاً