اتصل بنا
 

الشهيد أبو علي مصطفى..كيف لنا أن نشفى من ذاكرة أيلول؟

نيسان ـ نشر في 2017-09-05 الساعة 11:58

الشهيد أبو علي مصطفى.. كيف لنا
نيسان ـ

أخطأت وزارة الداخلية في قرارها منع حزب الوحيدة الشعبيّة الديمقراطي الأردني من إقامة فعاليّة تأبين للشهيد أبو علي مصطفى، الأمين العام السابق للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في ذكرى استشهاده السادسة عشرة، فدولة القوانين المؤسسات والحقوق المدنية لا تضبطها انفعلات فيسبوكية ينثرها ناشطون بين الحين والآخر.
نتفهم دواعي وأهداف القرار في تعزيز سلمية المجتمع، وعدم السماح بزعزة استقراره، كما نتفهم أن حزب الجبهة الشعبية فصيل فلسطيني أدّى دوراً في النضال الوطني الفلسطيني، كما ان الشهيد أبو علي مصطفى شخصية وطنية مناضلة، تمسكت بمشروع المقاومة الميدانية ضد الكيان الإسرائيلي ولم تحِد عنه.
لكن، كل ذلك لا يمنع من فتح باب النقد والنقد الذاتي لمواقف الجبهة الشعبية التاريخية، وهي التي انجرّت مبكراً وراء شعارات متطرفة، من وزن ' كل السلطة للمقاومة' كما ونفّذت عمليات تحتمل شبهة الإرهاب، كعمليات خطف الطائرات التي جرت في سبعينيات القرن الفائت؛ الأمر الذي أنتج شرارة الفتنة والصدام بين المنظمات الفلسطينية والسلطة الأردنية، ولا سيما أن الموضوع كان يمس السيادة الوطنية ويهدد وجودها.
آنذاك، كانت المنظمة في أقوى حالاتها وطنيا على الصعيد الفلسطيني، وأردنياً كانت تمتلك حاضنة واسعة وتأييداً شعبياً كبيراً، لكن الشعارات الاستفزازية ألغت كل ذلك، واستبدلته ببناء حالة متأزمة، لم تكن لصالح لا فلسطين ولا الأردن، ولا حتى لصالح الجبهة نفسها التي تراجعت وضعف دورها بعد أن كانت بمرتبة متقدمة في النضال الوطني الفلسطيني فأصبحت منظمة من الدرجة العاشرة، وأقرب ما تكون لمنتدى سياسي، لا بل إن حضور أحمد جبريل -المنشق عنها- غطى بفترة من الفترات على حضور الجبهة مجتمعة.
وفق هذا المناخ لا يجوز الرد على قرار وزارة الداخلية بنمط التفكير 'الميليشوي' بل باللجوء إلى القنوات القانونية والديموقراطية التي تكفلها أعراف الدول ودساتيرها، بالنظر إلى أهمية تدعيم الأمن الوطني العام، وبما يضمن انتزاع كل أشكال التوتر بأبعاده الإقليمية والجهوية، وسط مجتمع ينجذب بمجمله مغناطيسياً لأية انزلاقات إقليمية رغم كل ما نقرأه ونشاهده من حالات الرفض والإنكار بين الناس.
اليوم، علينا أن ننظر لأحداث وفعاليات المملكة سواء أكانت 'شرقية أم غربية' بمعزل عن أحقاد وثارات الأمس، وعلينا العمل سويا لتجاوز تلك المرحلة، والبناء على وحدة الشعبين ضد المهدد الوحيد، وهو دولة الكيان الصهيوني.

نيسان ـ نشر في 2017-09-05 الساعة 11:58

الكلمات الأكثر بحثاً