(الذنب)..إدارة الدولة وحكاية الاحتراف في التذبذب والانزياح
نيسان ـ نشر في 2017-09-06 الساعة 09:37
الذنائبية في المجتمعات العربية وتأثيرها على الاستقرار النسبي، حيث يتمدد الذنب في بيئات بيروقراطية ويتفرد فيها مسؤولون جرى صناعتهم بشروط الدكتاتورية، ويتمثل خطر الذنب في تقديم طروحات همّها الانحياز لرب العمل وإرضائه بعيداً عن مصالح العمل والناس، وتتمثل فلسفة الأذناب في التصاقهم بالفرص والتموضع على مكانهم أو التقدم خطوات معتمدين على مهارات التسلق وفنونه، ويحار متعايشون مع الحالة (الذنائبية) في المجتمعات والمؤسسات في قدرة الذنب على التماهي مع كل جديد، وتجد النسخة ذاتها في السياسة والثقافة والصحافة.
أبدعت المجتمعات العربية باشتقاق مفردة (الذنب) لوصف ذاك الكائن البشري الذي لا يرى نفسه إلا ملتصقاً بـ(عقب) الآخر؛ بهدف تعزيز الاستقرار النسبي لديه، لكنها بقيت عاجزة حتى اللحظة عن تقديم رؤى أو حلول مجتمعية تذيب السلوك المشين بآخر مقبول.
يعيش الذنب ويتمدد في بيئات بيروقراطية يتفرد فيها مسؤولون جرى صناعتهم بشروط الدكتاتورية لتسهيل مهمات صياغة القرار وتطبيقه حسبما تتطلب حاجاتهم وتفرضه قناعاتهم، وكنتيجة حتمية لغياب المهارة وأدواتها في المؤسسات، يجتهد الذنب في تقديم طروحات (حربائية) همّها الانحياز لرب العمل وإرضائه، بعيدا عن مصالح العمل والناس، وبذلك تفتقر لكل ما يؤهلها للمصلحة العامة.
كلما امتلك 'الذنب' ذكاء يؤهله الى إرضاء رب عمله كلما ارتفع في مناصبه أكثر. وهنا تأتي الخطورة عندما يكبر ويضع حوله مجموعة من الأذناب الذين سيرعون بدورهم مجموعة من أمثالهم حتى تكبر الدائرة وتصبح الحالة 'مجتمعا'.
فلسفة الأذناب تقول: كلما كانت الفرصة سانحة التصقْ أكثر و(أسفنْ) أكثر، وامسحْ أكثر وطأطئْ أكثر، وانحنٍ أكثر وأكثر.
وهاجسهم في ذلك التموضع على مكانهم أو التقدم خطوات معتمدين على مهارات التسلق وفنونه، في مجتمع يهاب التورط والمواجهة ويسعى إلى التهدئة.
لا تسألني ماذا سيكون حاله مع تبديل الإدارت والوجوه. فلذنبه المذبذب قدرة كبيرة على التقاط روائح المتغيرات عبر (رسيفرات) -مشفرة وغير مشفرة- اجتهد لسنوات في حياكتها ولن يعدم الوسيلة في توظيفها.
يحار متعايشون مع الحالة (الذنائبية) في المجتمعات والمؤسسات في قدرة الذنب على التماهي مع كل جديد، معتمداً على رصيده الطويل في الهز (الغرائزي) حيناً، وأحياناً على شعيرات ذيلية يرميها في كل مكان؛ فتغدو مع الأيام كل شعرة ذنبا.
حين غيّبت الدولة أسس التعيين الثابتة في إشغال الوظائف وجد الانتهازيون الفرصة سانحة لإذنابهم في الوصول إلى وظائف بسيطة، هي في الأساس حقوق ومكتسبات لا عطايا، وهذا مفهوم. لكنهم اليوم، أنفقوا الساعات الطوال على تهذيب أذنابهم ورعايتها وتطويلها لتتمكن من خطف وظائف مغرية اجتماعياً بعد أن برعوا في خطف حقوق غيرهم.
في السياسة والثقافة والصحافة تجد النسخة ذاتها ولكنها مشوهة حد التقزز، فتراهم عارفين بالسياسة وتحولاتها، مدافعين عن العدالة الاجتماعية ومظاهر الحياة المدنية، يذهلونك باحتراف صياغة الجمل بفواصلها ونقاطها وحتى إشارات التعجب فيها، فيما هم يتهيأون في اللحظة ذاتها للنوم في أحضان الخصوم.
نيسان ـ نشر في 2017-09-06 الساعة 09:37
رأي: ابراهيم قبيلات