الحجاج الأردنيون أجركم على قدر معاناتكم
د. عبد الهادي أبوقاعود
أكاديمي أردني
نيسان ـ نشر في 2017-09-09 الساعة 11:50
تقصير وزارة الأوقاف في إدارة ملف الحج وتقديم الخدمات للحجاج
من مميزات الحاج الأردني أن رحلته تبدأ قبل موسم الحج بأشهر فالعمر المحدد للظفر بالموافقة يتطلب أن يكون في نهايات العمر وفقا للحديث النبوي بأن متوسط أعمار أمة سيدنا محمد صلى عليه وسلم بين الستين والسبعين، وأن لا يكون قد سبق له أن أدى الفريضة بذريعة فتح المجال لأكبر عدد من المواطنين على الرغم.
أعرف شخصيا عددا لابأس به تجاوز كل هذه المعايير وعلى الرغم من ذلك نسمع ونرى إعلانات وزارة الأوقاف أن الاستعدادات والتحضيرات لإنجاح موسم الحج ستكون عالية، وأن الأمور ستكون على ما يرام لكن ذلك ينكشف بطلانه عند ذهابنا لتهنئة العائدين منهم بالسلامة حتى أن الحديث تغيب عنه قدسية مناسك الحج لتحضر بقوة المعاناة التي مروا بها والتي علقت باذهانهم أكثر من المناسك هذه المعاناة التي يبدو أن وزارة الأوقاف عجزت على مدار الحكومات المتعاقبة في القيام بواجبها الحقيقي في إدارة ملف الحج وانجاحه.
ويبدو أن الطريقة التقليدية التي عودتنا الوزارة عليها في عرض الخدمات المقدمة لهم من خلال التركيز على صورة الوزير، ومن المؤكد ان الأمر لا يقتصر على الوزير الحالي بل ينسحب على أغلب الوزراء الذين تعاقبوا على كرسي الوزارة لدرجة أنني لا زلت أتذكر التقارير التلفزيونية التي كانت تُعرض لوزراء الأوقاف لإظهار متابعتهم لأحوال الحجاج وأنا على مقاعد الدراسة الأساسية لا زالت هي بنفس النمطية وبنفس العبارات مع إختلاف المواقيت ومراعاة تحديثها
أدرك أن الوزير لا يستطيع زيارة جميع الحجاج لكن هذا العذر لا يعفيه من التقصير الذي يُخبرنا به الحجاج عند عودتهم فأين تقاسم الأدوار لبعثات الحج وأين المرافقين للبعثة الذين تُصرف لهم مياومات لقاء ذهابهم في البعثة ولا نرى له اثراً وتقتصر الأخبار واللقاءات التلفزيونية على معالي الوزير وأقرب سكن للحجاج يقوم بزيارته ليُظهر مقدار سهر معاليه على راحة الحجاج والذين تتشابه عبارات شكرهم وثناءهم مع رد الوزير وتصريحه لوسائل الإعلام المختلفة.
هل يستطيع وزير الأوقاف أن يخبرنا عن مستوى الخدمات وتصنيف الفندق الذي أقام فيه ؟؟ وهل يقيم معه أحد في غرفته ؟ وما هو نوع الحج الذي أداه هل هو مستوى الحج الممتاز؟ أم غير ذلك ؟.
أعرف أن الرد إذا كان هناك رد أن الحج هذا العام من أفضل الأعوام وأن ما يُقال عبارة عن محاولة تشويه لدور وزير الأوقاف، وكأن ملف الحج الأردنية تم اختزاله في شخص معالي الوزير وأن موسم الحج الحالي من أفضل المواسم مقارنة مع الأعوام السابقة وكأن الأعوام السابقة أفضل حالا.
أدرك تمام الإدراك أن الوزارة تطلب أن نصدق روايتها وأن نطلب من حجاجنا التكفير عن ايمانهم التي لا تساوي شيء أمام ايمان وزارة الأوقاف فماذا عن الحجاج الذين لم يكتب لهم الوصول إلى عرفة إلا بتدخل السعوديين جزاهم الله خيرا؟.
ثم ماذا عن الخيم والغرف ومناظر الطعام الذي لا يليق بمن ذهب لأداء هذه الفريضة العظيمة؟ وماذا عن الشركات المخالفة والإجراءات المتبعة في هذه الحالة ؟ أم أن التركيز اقتصر على الحافلات خشية وقوع الحوادث بسبب قرب توقيت حادث حافلة الطفيلة من موسم الحج؟ فهل الأمر يتطلب من الوزارة أن يتعرض الحجاج للتسمم أو التدافع لتصبح روايتهم مصدقة؟ ثم أين شركة الحج والعمرة الحكومية؟أم أن الأمر مجرد مناكفات إعلامية؟ ألم يحن الوقت بعد لادارة ملف الحجاج بطريقة أفضل ؟ سؤال برسم الإجابة التي لن تصبح واقعا.
نيسان ـ نشر في 2017-09-09 الساعة 11:50
رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني