اتصل بنا
 

اجتماع الكرك..حكومة تخاف ما تستحي

نيسان ـ نشر في 2017-09-10 الساعة 14:07

x
نيسان ـ

لم يتفاجأ الشارع الأردني بعقد اجتماع تنظيمي يكون نواة لمؤتمر وطني موسّع في محافظة الكرك، 'خشم العقاب'؛ بعد أن تطاولت الحكومات المتاعقبة على الأردنيين وأرزاقهم، فانجرفت كتلة بشرية كبيرة باتجاه إعادة الحياة في شرايين الحراك الشعبي بعد سنوات على دخوله غرفة الإنعاش.
في الكرك لم يجرِ وضع إطار تنظيمي شعبي لإجهاض مولود الضريبة الجديد وتعديلاته فقط، بل إنه أوصل رسائل لصانع القرار في البلاد بأن الناس لن تسكت، وستعمل ما بوسعها لكبح جشع الحكومة.
صحيح أن البيان الصادر عن 'الحركة الوطنية' تحدّث عن تغول السلطة التنفيذية وإفقار المواطنين، وتذويب الطبقة الوسطى من المجتمع، لكن ماذا يعني ذلك؟.
لا نريد التقليل من شأن البيان أو حتى مُصدريه، فيكفي أنهم حرّكوا المياه الراكدة ورفضوا الحياد، لكننا نريد حراكاً محدد الأهداف وواضح الرؤية بعيداً عن الإنشاء والكلام الروتيني والمكرور؛ لنضمن خروجاً آمنا لا مكان به لتبديل الأهداف أو المساومة عليها.
حتى اللحظة تخشى الحكومة من مواجهة الأردنيين ومكاشفتهم بمشروع قانون الضرائب على رواتب الموظفين، وتختفي خلف إجابات مطاطة، تحتمل النفي والتأكيد، في مواربة رخيصة، تجاوزت مرحلة اعتباره بالون اختبار، ووصلت حدود الاستفزاز الرسمي للناس.
ففي الوقت الذي ترفع به الدولة يدها عن حقوق المواطنين في الحصول على خدمات عامة، تعرّض سلمهم الاجتماعي لخطر العصابات وبطشهم، وتمارس ابتزازها الرسمي جهارا نهاراً، وتدخل كامل يدها ليس فقط في جيوبهم بل في أمعائهم أيضاً، وكأنها تترجاهم الدخول في حراك شعبي عريض يبتلع الأخضر واليابس.
بالعودة إلى ملف الضرائب، فإن تساؤلات الناس تتمحور حول فلسفة الضريبة أصلاً وأساسها في وقت لا تزال به مستوى الخدمات العامة تحتاج لثورة قبل البدء بتطويرها، وتوسيع مظلة مشتركيها.
في الأردن عليك أن تدفع كثيراً من دون أن تعترض، ثم تضعك الحكومة في مواجهة عصابتها وزعرانها في الشوارع والحارات وتطلب منك أن تكون عاقلاً وحكيماً، وإذا ما تململت أو صابك شيء من الدوار، تطالبك تسديد فواتير فساد رجالاتها والترحيب باشتراطات البنك الدولي.
لعل الحكومة أدركت متأخراً أن خيار الانتحار 'سياسياً واجتماعياً' بات طريقاً إلزامياً أمامها، فبدأت بتسريبات جديدة حول إجراء تعديل وزاري تسقط به وزير ماليتها، عمر ملحس باعتباره عدو الأردنيين ومهدد استقرارهم، لكن هيهات تنفع اساليب التجميل والترقيع وقد امتلأت رئتا الحراك هواء، وبات بالنسبة للكثيرين، الوسيلة الوحيدة لمواجهة رسمي يخاف لا يخجل.

نيسان ـ نشر في 2017-09-10 الساعة 14:07

الكلمات الأكثر بحثاً