اتصل بنا
 

نواب (التابليت) .. سيلفي والدنيا خلفي

نيسان ـ نشر في 2017-09-26 الساعة 14:43

x
نيسان ـ

أمس دشّن رئيس مجلس النواب، المهندس عاطف الطراونة مرحلة 'أتمتة العمل البرلماني'، فقام بتوزيع ١٥٠ جهازا لوحيا (تابلت) على زملائه. إنها عتبة التحول نحو برلمان إلكتروني.
هذا يعني أن لكل نائب 'تابلت' 'جديد طخ' مقدم منحة من الاتحاد الأوروبي لأعضاء المجلس التشريعي، وسط فرحة نيابية سيقطف ثمارها الأبناء والأحفاد، فيما يواصل نواب صمتهم على تعسّف السلطة التنفيذية.
ليس مهما ما قاله الطروانة خلال 'الحفل' الذي أقيم بقاعة نمر الحمود بمبنى المجلس نهار امس، وليس مهما أيضاً ما تناقلته الصحف في مديح المنحة باعتبارها طريقا إلكترونيا 'لتحسين العمل المؤسسي وتطوير الأعمال البرلمانية، وتحسين كيفية تبادل المعلومات والتشارك ما بين المواطن والنائب'.
المهم اليوم أننا أمام جيل نيابي جديد يتسلح بالمهارات الحاسوبية، ومعرفة التطبيقات الإلكترونية ويصر على توظيفها لغايات دفع العجلة التنموية والإصلاحية إلى الأمام، وليس كما يبدو أنه سقوط إلى الأعلى.
بالأثناء، سيكون النائب على فوهة 'الشير' و'اللايك' من قبل ناخبيه ومؤازريه على امتدادهم، إذ ما وضعهم بصورة 'قتاله' في الجلسات والماقشات البرلمانية أولا بأول .
هذا 'التابلت' سيمكّن المجاميع البشرية من الاطلاع على أخبار وتفاصيل العمل التشريعي من مصادرها مباشرة، وسيكون بإمكانهم معرفة حجم الجهد النيابي المبذول في حماية شريحة ذوي الدخل المحدود، في سياق تحسين ظروف الناس ومداخيلهم الاقتصادية، فضلا عن حجم 'التلييكات' الكثيرة التي ستنهال عليه عن كل خطوة تشريعية ورقابية يقوم بها نيابة عن الناس.
ولا ضرر بوضع الناس بنوع القهوة الصباحية التي يحتسيها النائب، أو ماركة البدلة التي يرتديها اليوم لحضور جاهة عرس ابن وزير سابق، وهذا ياتي من باب تعزيز الشفافية وحق الناس في الحصول على المعلومات أيضاً، ولا سيما أن مواقع التواصل الاجتماعي تعج اليوم بالمستخدمين والمؤثرين وهو ما يمنح بعضهم فرصة الظهور على غرار المشاهير والنجوم من الأدباء والفنانين والرياضيين.
في الحقيقية، سنكون على موعد لمشاهدة نائبة حسناء تجلس تحت القبة، وتضع ساقا على أخرى، وتتابع أصدقاء وهميين على واجهتها الإلكترونية في ساعات الصباح، بمجرد كتابتها 'بوست' 'على الريق' عن بدء جلسة نيابية يتخللها أوراق عمل يومي، وكثير من المداخلات النارية فيما تترسخ قناعة الناس بأن لا أصوات في مقبرة العبدلي.

نيسان ـ نشر في 2017-09-26 الساعة 14:43

الكلمات الأكثر بحثاً