اتصل بنا
 

نعم..مع سياسات الذنيبات الإصلاحية

نيسان ـ نشر في 2015-06-16 الساعة 21:10

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

اذا أردنا الاصلاح حقاً فما علينا إلا أن نؤيد ما يقوم به وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، فالاصلاح بمختلف أنواعه، إنما يبدأ من العملية التعليمية وبما ينعكس على مخرجاتها.

ولتحقيق ذلك لا بد من إجراء جراحات- ربما قاسية- وإعادة النظر بالمناهج وأساليب التدريس ومستوى ونوعية المعلمين والامتحانات وفلسفة التعليم وتحديد الهدف وأي مهارات نسعى لإكسابها الطلبة.
والخطوة الأولى الواقعية لتحقيق ذلك هي الامتحانات الجادة، التي لا تسمح بتخرج الطالب غير المؤهل، لأن العكس يعني أن هؤلاء الخريجين الضعفاء سيعودون الى المدارس بعد سنوات قليلة كمدرسين، ويعيدون إنتاج ما نهدف جميعا للتخلص منه.
قد يقول قائل، وما ذنب هؤلاء الطلاب؟ ومعه كل الحق في ذلك، ولهؤلاء الطلاب الحق بأن تؤمن لهم وسائل العيش الكريم، ويقع ذلك على عاتق الدولة والمجتمع، لكن ليس بالتساهل بدخولهم الجامعات وتخريجهم لسوق العمل كحملة شهادات لا يتقنون ما تشهد لهم به.
وفي هذا المقام لا بد من التذكير بأنه لا يجوز للنقابة أن تتجاوز حدودها بالاستقواء على الوزير ما دام ينشد التطوير والتحسين وتصحيح الأخطاء، مع التأكيد على حق المعلمين بأن تكون لهم نقابتهم التي تمثلهم وتدافع عنهم وعن حقوقهم، لكن بما ينضبط ويتفق مع المصالح الوطنية العليا. لا يجوز أن تكون النقابة أداة للاستقواء على المجتمع، بل أداة لإحقاق الحق.
التعليم هو أكبر مشروع انتاجي في المجتمع، وأكثر المشاريع حساسية، وبالذات في بلدنا الذي يفتقر للموارد والامكانات الاقتصادية، فليس أمامنا غير تطوير الكفاءات وانتاج المهَرة الذين سيخلقون الفرص الانتاجية كما سيلبوّن حاجات اسواق العمل في الاقليم والعالم.
ولسنا بعيدين عن ذلك، فهاهم شبابنا يعملون في كبريات الشركات والبنوك والمستشفيات العالمية، ولا نحتاج أكثر من التصحيح لمسار التعليم، ورفده بخبرات وإمكانات ليصبح بلدنا منتجا للعقول المدربة الخبيرة، والتي لا يبور سوقها مهما حل بالاقتصادات، وفي جميع الدول.
عندما يصبح للامتحان هيبته، وللمعلم مكانته وخبراته، ستختفي تماماً كل أشكال النقاشات العقيمة كلما عقد امتحان.
تطوير المناهج ممكن لتصبح مواكبة لمتطلبات العصر، بحيث تركز على المهارات المطلوبة وعلى إكساب الطلبة القدرة على التفكير والابداع وحل المشكلات، وامتلاك الأساسيات العلمية ومهارات الاتصال، والمنطق والفلسفة، وأن يجيد الطالب استخدام الكمبيوتر والبرمجيات والتطبيقات والانترنت بمهارة عالية، هذه هي متطلبات العصر. للأسف أعتقد أن مناهجنا لا تلبي ذلك.
أما بالنسبة للمعلم، فليس أمامنا إلا أن تعود الوزارة لابتعاث الخريجين من التوجيهي شريطة أن يكونوا من ذوي المعدلات العالية، من أجل أن يكونوا معلمين أكفاء، وعلى الوزارة أن تقدم لهم الأغراء بما يجعلهم يتنازلون عن التسابق على تخصصات الطب والهندسة.
بقي أن نقول علينا أن نبقي الابواب والعقول مفتوحة على كل ما يستجد، إذ ليس أسرع من أن تتغير وتتجدد المعلومات ومتطلبات هذا الزمان.

نيسان ـ نشر في 2015-06-16 الساعة 21:10

الكلمات الأكثر بحثاً