(تأريض الحكومة).. الرسمي في حماية كبار اللصوص
نيسان ـ نشر في 2017-10-04 الساعة 12:48
في الزمن الاردني الملقى على قارعة الطريق ما ينفع الناس يذهب في الارض، اما الزبد فيغدو ضغطاً عالياً ينجو منه اللصوص في حماية الرسمي.
وفقا للرسمي من الاخبار تم ضبط لص كبير في الحلابات بعد سرقته الكهرباء لتدوير آلات مصنع أعلاف، ولإضاءة مزرعة وتوابعها، وكان الخبر الأبرز نهار أمس، على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، وسط ترحيب شعبي واسع بالقرار.
الناس وإن رحبت بالقرار إلا أنها ظلت تسأل عن هوية الفاعل، وتؤشر أصابع اتهامهم لمسؤولين، منهم من غادر كرسيه ومنهم من ينتظر، فيما راحت شريحة تبحث عن الجناة الأصليين، وسط تكتيم رسمي وإعلامي مع استثناءات بسيطة لم تقدم إجابات شافية لأسئلة كثيرة.
ما لم يقله الإعلام وغير الإعلام إن الفاعل 'اللص' مهرب مخدرات، ويحتمي ببرلماني عتيد، استطاع تكفيله بعد ساعات قليلة من اعتقاله، واستطاع أيضاً حرف بوصلة الاتهام إلى أحد عماله من المصريين بدعوى اعتدائه على خطوط وكوابل شركة الكهرباء الاردنية بصورة غير قانونية.
ماذا ستقول الناس إذا عرفت ان هناك ست آبار ارتوازية مخالفة تغذي نحو 1200 دونم امتلكها الرجل قبل سنوات؟.
لا تعجب كثيراً فأنت في بلاد تسبغ على لصوصها قداسةً فرعونية وحماية دولية وتجعل الويل والثبور نصيب كل من يحاول خدش هالتهم الكبيرة.
تستطيع شركة الكهرباء إيقاف اعتداء بسيط من مواطن ضعيف يعيش على هامش الحياة في أحد الأزقة المتعبة، لكنها احتاجت سنوات لوقف اعتداء على كوابل ضغط عالٍ بطول ثلاثة كيلو مترات، فيما تؤكد تقديرات الخبراء وجود لمسات فنية لا يتقنها إلا أهل مكة ممن خبروا شعابها وأوديتها جيداً.
فنياً يعني ذلك أنه لا يمكن الربط على خطوط الضغط العالي إلا بعد فصل التيار عن جزء من منطقة الحلابات، إضافة إلى أنه لا يمكن إخفاء الأمر عن غرفة مراقبة الشركة في عمان، وهو ما يعني تورط بعض من الكوادر الفنية لربط الكهرباء بالأرض ومن ثم توصيلها للمنطقة.
هل تذكرون مصير ابن الطفيلة الذي اعتدى على خط المياه وعداد شركة الكهرباء قبل أيام قليلة بعد أن انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر به الرجل وهو ينفذ اعتداءه بكل هدوء؟.
لعله مصير لا يرى أمامه إلا الفقراء والمعدمين فيحكم قبضته عليهم ويجلدهم بسياط كثيرة، فيما يواصل كبار اللصوص والفاسدين طريقهم نحو القمة بلا خوف أو خجل.
لا تقديرات حقيقية عن كلف الاعتداء على الكهرباء، لكن آلات مصنع الأعلاف تدور منذ نحو أربع سنوات، وهناك مضخات مياه عملاقة تعمل على الكهرباء لضخ المياه، ولا نعرف إذا كانت تتغذى على كهرباء حرام أم حلال طيلة تلك السنوات؟
المهم في كل ذلك أن المعتدي الأن يتنفس الحرية خارج القضبان فيما يتحسر الأردنيون على خيرات تنهب ومقدرات تغتصب ولا أمل بوقفها إلا بتنفيذ القانون .
ملاحظة
يشار إلى أن مصطلح 'تأريض' وفق قواميس فنيي شركة الكهرباء هو ربط كوابل الضغط العالي بالأرض لتفريغ طاقتها وأحمالها إلى حين ربط وتوصيل الكوابل الجديدة.