الرنتيسي: مصالحة (حماس) و(فتح) مخنّثة
نيسان ـ نشر في 2017-10-05 الساعة 12:58
المصالحة بين حركتي 'فتح' و'حماس' الفلسطينيتين تتأرجح بين تعارضات وغياب الثقة داخلية وتقاطعات اقليمية قابلة للتغيير
ما يحدث اليوم في فلسطين المحتلة ليس 'صالحة'، بل محاولة للهروب من واقع موضوعي وذاتي
الظرف الاقليمي والدولي فرض التوقيت
الاعتراف بنهاية وهم خيار الدولتين والتفكير بخيارات اخرى
بقايا النظام الرسمي العربي باتت في حاجة لمثل هذه الخطوة
نيسان- خاص
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جهاد الرنتيسي المصالحة بين حركتي 'فتح' و'حماس' الفلسطينيتين تتأرجح بين تعارضات وغياب الثقة داخلية وتقاطعات اقليمية قابلة للتغيير؛ ما يضعها في مهب الريح خصوصا وانها لا تقدم وعودا بتلبية الحد الادنى من تطلعات الفلسطينيين .
لا يرى الرنتيسي أن ما يحدث اليوم في فلسطين المحتلة 'المصالحة'، بل هو محاولة للهروب من واقع موضوعي وذاتي، مدللاً على ذلك بقوله في حوار لصحيفة نيسان: الوضع الاقليمي والدولي بات معقدا الى الحد الذي لا يسمح للطرفين بالحركة والمناورة السياسية، بعيدا عن حافة الهاوية'.
وبحسب الرنتيسي فإن اية محاولة للمبادرة محفوفة بالمخاطر، ولا يستطيع اي طرف من الطرفين تجميد الزمن وانتظار متغيرات دولية مع حالة انسداد الافق، الطرفان اتجها للمصالحة في محاولة لتصدير ازمات داخلية والالتفاف على واقع دولي واقليمي قاحل .
يجيب الرنتيسي على سؤال لماذا الان بقوله : الظرف الاقليمي والدولي فرض التوقيت / مشروع السلطة وصل الى نهاية الطريق، وباتت مهددة بالشطب اذا لم تستمر في مقامرة الادارة الامريكية، وحماس راكمت عجزا فوق عجز بدءا من عدم القدرة على التمييز من خلال المقاومة، ومرورا بفشلها في توفير الحد الادنى لاستمرار عجلة الحياة في قطاع غزة .
اظن ان بقايا النظام الرسمي العربي باتت في حاجة لمثل هذه الخطوة على امل تجاوز محطة الترتيبات الدولية ـ الاقليمية المقبلة التي من شأن بقاء الحالة الفلسطينية على ما هي عليه اعاقتها وتوفير هامش حركة واسع للمناورة الايرانية.
بالنسبة للرنتيسي فإن المشهد وصل -في ظل ملابسات ما حدث- الى حالة عبثية يمكن من خلالها القول انه لا الانقسام ولا المصالحة في مصلحة الشعب الفلسطيني.
يوضح الرنتيسي ذلك بالتالي: في حال استمرار وضعية الانقسام هناك خسارة يومية، وهامش واسع امام المناورة الاسرائيلية، والمصالحة بصيغتها وظروفها الراهنة تضع الفلسطينيين وقضيتهم امام تحول لا اظنهم قادرين على استيعابه او التعامل معه وعنوان هذا التحول الاعتراف بنهاية وهم خيار الدولتين والتفكير بخيارات اخرى، لا ذهنية القيادة بشقيها السلطوي والحمساوي ولا ادواتها قادرة على التعامل مع هذا المنعطف .
'أما إسرائيل، فلا يتسع بيتها للفلسطينيين ولا للعرب ولا اثمان للضعفاء' يقول الرنتيسي الذي يقرأ ما يحدث بان اسرائيل توظف السياسة الامريكية ـ نتيجة لقدرتها على فهم التفكير الامريكي ومواءمته مع مصالحها ـ والتحولات التي مرت بها المنطقة على مدى السنوات السبع الماضية للهيمنة على مقدرات بلادنا وشعوبنا، ولذلك لن تكون الترتيبات المقبلة مقتصرة على الفلسطينيين وقضيتهم ، اظننا نتجه نحو ايغال السياسة الاسرائيلية في تفاصيل حياتنا اليومية.
أردنيا وفلسطينيا تبدو خيارات الرنتيسي محدودة في ظل الاوضاع الدولية والاقليمية الراهنة، فبات الحصول على مقومات البقاء وتجاوز موجة الفوضى العارمة باقل قدر من الخسائر هدفا بحد ذاته ، فهامش المناورة خلال المرحلة المقبلة لا يتجاوز هذا الحد.
باختصار شديد يقول الرنتيسي عن مصالحة حركة فتح وحماس إنها 'مصالحة مخنّثة'