"إسرائیل"..قنبلة المنطقة المتفجرة
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-10-07 الساعة 17:37
أسعد العزوني: قنبلة متفجرة زرعتها بريطانيا لتدمير إسرائيل وتقسيم الشرق الأوسط في وثيقة كامبل السرية.
أسعد العزوني
أفضل توصیف یمكن أن نصف بھ مستدمرة إسرائیل الخزریة الصھیوینة الإرھابیة ،ھو أنھا قنبلة متفجرة زرعھا الإستعمار البریطاني في المنطقة تنفیذا لما ورد في 'وثیقة كامبل' السریة، الصادرة عن مؤتمر كامبل الذي ضم العدید من وزارء خارجیة أوروبا ،ونظمھ وزیر خارجیة بریطانیا في الفترة ما بین 1907-1905 بعد إكتشاف النفط في المنطقة ،وتقرر فیھ زرع كیان غریب في الإقلیم وعدم السماح بتوحیده ،والعمل على تجھیل وإفقار شعوبھ ،والأھم من ذلك تعیین صناع قرار فیھ من خارج نطاقھ،ولنا في الأسماء المتداولة في الحكم خیر دلیل ،حتى انھم قاموا بتزویج البعض من یھودیات لضمان السیطرة علیھ وتوظیفھ وتوظیف حتى أولاده لتنفیذ الأجندة الصھیونیة. منذ ذلك التاریخ والمخابرات البریطانیة والحركة الصھیوینة، تعملان دون كلل لرسم خارطة الشرق الأوسط الجدیدة التي ستحتوي قنبلة موقوتة ھي مستدمرة إسرائیل،وأولى الخطوات الظاھرة ھي معاھدة سایكس-بیكو بین بریطانیا وفرنسا عام 1916 ،لتقاسم المنطقة بین كل من الإستعمارین البریطاني والفرنسي آنذاك،وكانت بریطانیا ھي الأقوى والأذكى ،وإستحوذت على العراق وشرق الأردن وفلسطین تحدیدا لضمان تنفیذ خطتھا القاضیة بتسلیم فلسطین للیھود كي تتخلص منھم ،لرغبتھا في إقامة مملكة مسیحیة خالصة تخلو من الیھود. الخطوة المھمة الثانیة ھي سیطرة بریطانیا المطلقة على شبھ الجزیرة العربیة التي تبین أنھا تقبع على محیط من النفط وأرسلت لنا خیرة خبثائھا من كبار ضبط المخابرات امثال بیرسي كوكس،وقامت بعمل خبیث وھو إستجلاب عائلات یھودیة وسھلت لھم إستلام الحكم في الجزیرة بعد القضاء على من یستحقھ من أھل البلاد الأصلیین ،وأصبح لھم شأن كبیر كونھم باتوا أثریاء حد السفھ ،وتمكنوا من إنتزاع القرار السیاسي حتى من الدول العربیة الأخرى نظیر الدعم المادي ،كل ذلك بالتنسیق مع مستدمرة إسرائیل. ھذا ما یفسر فشل كل حركات التحرر العربیة وفي مقدمتھا الثورة الفلسطینیة ،التي تعرضت للغدر مرات ومرات ،أھمھا ولیس آخرھا الضغط على القیادة الفلسطینیة للخروج من لبنان عام 1982 بعد صمود أسطوري دام نحو ثلاثة أشھر ،تلا ذلك تقدیم مبادرات سعودیة ل'السلام'،أولھا مبادرة الملك فھد في قمة فاس من ذلك العام ،ومبادرة الملك عبد الله 'مبادرة السلام العربیة'،وحالیا نشھد مراسم التطبیع السعودي والإماراتي والبحریني مع مستدمرة إسرائیل ،وھناك حدیث مزكم للأنوف عن حل یطلق علیھ صفقة القرن ،تنجزه كل من إسرائیل والإمارات والسعودیة بعیدا عن الأردن ،وعن مصالح وحقوق الشعب الفلسطیني. لم یقف الأمر عند ھذا الحد بل عملت إسرائیل - بالتعاون والتنسیق مع ھذه العائلات الیھودیة التي إعترف أحدھم كذبا انھم أسلموا وحسن إسلامھم - على تفتیت العالم العربي من خلال التوغل في الأقلیات وفي مقدمتھا الأقلیة الكردیة في العراق تنفیذا لوصیة الملك عبد العزیز لأولاده وھو على فراش الموت ،بألا یدعوا الإقلیم یستقر حفاظا على وجودھم وخاصة العراق والیمن ،وكان اول الداعمین للملا مصطفى البارزاني المتزوج من یھودیة نمساویة ویتمتع آنذاك بالجنسیة الإیرانیة ،ھو الملك عبد العزیزنوھا نحن نشھد فصلا واضحا من فصول التفجر الإسرائیلي في شمال العراق ، حیث الإستفتاء على فصل الإقلیم عن العراق مكافاة لأكراده الذین قادھم الملا مصطفى البارزاني لإنھاك العراق. سجلت ھذه العائلات تحالفا قویا ناجحا مع مستدمرة إسرائیل،وكان الإسرائیلیون یخططون ویناط التنفیذ بالعائلات الثریة المتحكمة في صناعة القرار العربي والإسلامي ،وقد تم إشعال النیران في كافة الأطراف العربیة بدءا من الجزائر وإنتھاء بسوریا مرورا بالعدید من الدول العربیة ،وقد لا حظنا ان ھذه العائلات تمكنت من السیطرة على اوضاعھا الداخلیة ،إما بالرشا أو بإستئجار جیوش عربیة تقمع الحراكیین فیھا ،مع انھا دفعت الملیارات للمرتزقة كي یشعلوا النیران في بلادھم ویتخلصوا من حكامھم كما ھو معلن ،في حین ان المخفي ھو تقسیم الوطن العربي من جدید. حالیا نشھد ثمار ھذا التحالف الیھوید-الصھیوني ، وخاصة بعد إعلان الإمارات والبحرین والسعودیة التطبیع مع الكیان الصھیوني،ضاربین بعرض الحائط مصالح وحقوق الشعب الفلسطیني الذي ضحى بالكثیر من أبنائھ لتحریر أرضھ التي باعھا الملك عبد العزیز إلى الصھاینة عام 1916، ولكن السؤال :ھل ستسیر الأمور حسب ما یشتھي یھود؟الجواب المنطقي ھو لا طبعا ،لأن الله غالب على أمره وعینھ لا تنام ،ولنا في مجریات الأمور في شبھ الجزیرة العربیة خیر دلیل ،وعموما فإننا نشتم رائحة المھدي المنتظر الذي سیبعثھ الله للقضاء على كل من حاول تشویھ صورة الإسلام وإختطافھ إلى درجة التغول وإلغاء سنامھ وھو الجھاد،وسھل الصعاب لإستدامة الوجود الصھیوني في المنطقة.
نيسان ـ نشر في 2017-10-07 الساعة 17:37
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية