اتصل بنا
 

زمن البلطجة

كاتب وباحث في الشؤون الدولية

نيسان ـ نشر في 2017-10-08 الساعة 20:56

المقال: الأردن يعاني من البلطجة وغياب القانون والمسؤولية، والدولة تتهم أطراف خارجية بالمؤامرة الكونية بدلاً من مواجهة المشكلات الداخلية. البلطجة تأتي من غياب القانون والمسؤولية، وتتمثل في إعادة تدوير الفاسدين وتكريمهم بمواقع رفيعة. الدولة تحث المواطنين على إفتعال ثورة عارمة بدلاً من إصلاح المشكلات.
نيسان ـ

لا تزال الدولة الأردنية بحكومتها وشعبها تعيش أضغاث أحلامها, حيث يضع كلاهما أصابع الاتهام دائمًا على مسببي الأزمات الداخلية بأنها من قبل أطراف خارجية, راسمين بأوهامهم مصطلح 'المؤامرة الكونية' التي تريد النيل من دولتهم العتيدة !

الأردن اليوم يمر بأقسى الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية, نحن بحاجة إلى إصلاح شامل لـ جميع المكونات السابق ذكرها, فالأجدر اليوم على مكونات الدولة أن نواجه بعضنا البعض ونضع النقاط الصعب إمساكها على الحروف الصابرة والقابعة على أرض الوطن.

ما يمر به الأردن في هذه الفترة هو ' بلطــجة' لكن على أشكال وألوان مختلفة, فهذا المصطلح القاسي لا يقتصر فقط على أحداث الشغب من قبل القوات الأمنية كما حصل في مدينة الرمثا أو من ردود أفعال أبناء المحافظة على ذلك أو كما حصل في مدينة معان سابقاً , فكل ماسبق هي حوادث عرضية ,,, البلطجة لها مسبب رئيسي وهو غياب القانون وغياب حس المسؤولية . فحينما يغيب القانون ولا تحاسب الدولة مسببي الفساد وتنصبهم بمواقع حساسة , سيتولد لدى هذا المسؤول عدم حس بالمسؤولية وينتج عنه قرارات باهته لا تستطيع أن تضبط إيقاع الشارع.

البلطجة أن تأتي بشخص من طبقة ارستقراطية أو من خارج مكونات البلد وتضعه ليراقب ويدير لك أجهزة ومؤسسات الدولة, بعد ذلك شيء طبيعي أن يحدث ما سيحدث من فوضى داخل الدولة .. لكن المضحك المبكي أن تأتي الدولة بعد كل ذلك وتتفنن ببلطجتها على 'الإعلام الأردني' ومحاسبته بقضايا ما تسمى 'بقضايا النشر' حفاظاً على أمن واستقرار الدولة!!

البلطجة أن تقوم الدولة بإعادة تدوير لديناصورات فاسدة جار عليهم الزمن وتكرمهم بمواقع رفيعة. لذلك يستطيع أي طفل أردني أن يستشرف لك المستقبل لمجلس الأمة ويتنبأ برجال نواب المرحلة القادمة من العرس الديمقراطي المشؤوم والأعيان, أو من شخصية رئيس رفع أسعار الوزراء ووزرائه.

ألم تكتفي الدولة - والدولة العميقة من هذه السياسة, ماذا انتجت غير السقوط الإقتصادي والسياسي والأمني والإجتماعي لهذا البلد ؟ ولماذا تحث المواطنين بطريقة غير مباشرة على إفتعال ثورة عارمة. حقيقةً لم يتبق في مخزون صبر الشعب إلا فرصه أخيرة لهذه الدولة بأن تقوم على مصالحة ومصارحة نفسها بتبديل جلدها الثري العتيق بجلد شبابي متنور لكافة مؤسسات الدولة, والسعي إلى خلق بناء دولة سياسية حزبية حقيقية نستطيع من خلالها محاسبة الجميع على أخطائه.

Anastarawneh2@gmail.com

نيسان ـ نشر في 2017-10-08 الساعة 20:56


رأي: أنس الطراونة كاتب وباحث في الشؤون الدولية

الكلمات الأكثر بحثاً