اتصل بنا
 

يكفيهم ثمن قهوة!

نيسان ـ نشر في 2017-10-10 الساعة 01:47

عنوان المقال: فوائد القهوة في تحسين المزاج والصحة النفسية والجسدية.
نيسان ـ

“لا شيء أكثر رفاهية من أريكة وكتاب وفنجان من القهوة”، هكذا حثّنا الروائي الإنكليزي أنتوني ترولوب على تقدير المتع الصغيرة والكثيرة في الحياة، ومن جملتها احتساء فنجان من القهوة.

وفي حياتنا التي يتخللها اللهاث اليومي، من السهل أن يصاب الانسان بسأم الحياة وتحاصره الهموم والضجر، غير أن الحل الذي من شأنه أن يرفع مستوى سعادته وقوة إرادته يكون أحيانا بسيطا وفي المتناول.

وهناك العديد من الطرق التي جربت وأثبتت فعاليتها في مساعدة الكثيرين على تحسين مزاجهم، فرغم أن ممارستها قد لا تستغرق أحيانا سوى دقائق معدودات، فإن فوائدها دائمة في تحسين المزاج ومكافحة القلق والتوتر.

المتعة لا تأتي فقط من التفاخر بمظاهر الثراء وارتداء الثياب الباهظة الثمن وقيادة السيارات الفخمة، ولكنها يمكن أن تأتي أيضا من احتساء فنجان من القهوة برفقة عشاق هذا المشروب الأسود الساخن الذي يلذع اللهاة.

القهوة وسيلة مثلى لشغل الفراغ وعقار فعال ضد الأزمات النفسية وبلسم يداوي الانكسارات التي تحدث بداخلنا، فتناول كوب من القهوة يوميا يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 8 بالمئة.

وقد توصلت دراسات علم الأوبئة إلى أن تناول عدة أكواب من هذا المشروب يوميا يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري على سبيل المثال، كما أن المركبات الغذائية الأخرى الموجودة في القهوة تساعد على التمثيل الغذائي.

وقد أشارت عدة أبحاث صحية أجريت على مدار أعوام إلى الفوائد الكثيرة التي تعود بالنفع على الإنسان لتناوله كوبا واحدا من القهوة يوميا.

وميزة مشروب القهوة أنه بالامكان احتساؤه في الاستراحات المتواضعة أثناء العمل، كما يمكن الاحتفاء به في أيام العطل برفقة العائلة والأصدقاء في أحد المقاهي، ومن دون أن نحتاج إلى ارتداء الأزياء الرسمية، كما لا يضطر الرجال إلى خنق أنفسهم بربطة العنق.

وعندما نحتسي رشفة من القهوة، سواء كانت داكنة أو ممزوجة بالهيل أو بالحليب أو بالسكر أو بلا أي إضافات، فإننا نشعر أن ماكينة العقل قد نشطت وأصبحت تعمل أفضل، وخصوصا في الصباح، أو بعد الظهر فننسى روتين العمل.

ربما سمع الكثيرون من قبل أن الكافيين الموجود في القهوة له تأثير منعش ومريح للأعصاب، ولكن السر ليس فقط في جرعة الكافيين التي تتراوح ما بين 80 و115 ملليغراما في فنجان القهوة، فمشاركة صديق مقرب أو شريك لمشروبنا المفضل توقظ أيضا إحساسنا وحواسنا.

ولكن وراء المشروب الذي يجعلنا ننعم بمزاج مشرق توجد مرارة أخرى لا تكشف عنها نكهة حبيبات القهوة ومسحوقها، إنها مرارة يتجرعها الآلاف من الصغار الذين يعملون في مزارع البن ويواجهون العديد من المخاطر المتعلقة بالسلامة والصحة، ولا خيار أمامهم غير العمل من أجل ضمان البقاء على قيد الحياة.

فعندما تحتسون مشروبكم المفضل، فكروا في التخلي عنه لمدة يوم في الشهر وتبرعوا بثمنه للأطفال الفقراء، لأن في ذلك إعادة اكتشاف للبهجة الحقيقية.

نيسان ـ نشر في 2017-10-10 الساعة 01:47


رأي: يمينة حمدي

الكلمات الأكثر بحثاً