الأسباب الحقيقية لحصار قطر

أخبرنا فقهاء القانون وخبراء الجرائم أن لا جريمة كاملة ،لأن المجرم سيترك دليلا عليه أو يتم إكتشاف نواياه لاحقا ،وهذا ينطبق بالتمام والكمال على حصار قطر، الذي جاء يحمل رسالة يمكن تصنيفها على أنها إنبثقت من نفسيات من قرر الحصار ،وفرضه في شهر رمضان المبارك،بمعنى أن الهدف من وراء الحصار كبير وهو إرضاء لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن التي تقضي بشطب القضية الفلسطينية وإبعاد الأردن عن هذا الحل.
كنا نقول ذلك سابقا من باب التحليل السياسي الذي يحتمل الخطأ والصواب معا ،لكننا الآن نقول ذلك من باب المعلومات التي ترد على ألسنة كبارمسؤولي الدول التي تحاصر قطر ،وأول الغيث قولهم أن قطر تعيق التطبيع العربي مع إسرائيل !!!!وأيم الله أن هذه التهمة لهي شرف كبير لا يحوزه إلا من وقف بوجه التطبيع العربي والإسلامي مع مستدمرة إسرائيل ،وقد إستحقته قطر قيادة وحكومة وشعبا.
ومن الأسباب الأخرى التي وردت على لسان 'عرّافهم'المدعو ضاحي بن خلفان ،أن الدول التي تحاصر قطر تهدف إلى حرمانها من عقد 'المونديال'المقرر فيها عام 2022،وهذا بطبيعة الحال شيء مشرف أن تقوم قطر بصنع مكانة كبيرة لها على خارطة العالم ،وليس ذنبها أن الآخرين من الميسورين ماليا ومن أصحاب الأعداد السكانية المليونية وأصحاب المساحات الشاسعة ،فشلوا في تحقيق جزء ولو يسير مما حققته قطر.
بالأمس خرج علينا التسي التسي الملقب ب'بلحة'بتصريح غريب عجيب يلتحم بالحقيقة إلتحاما ،وهو أنالمصالحة الفلسطينية تمهد ل'السلام' مع إسرائيل ،وهنا برز لنا جليا لماذا إتهمت قطر بالإرهاب وأدرج المحاصرون حركة حماس التي يقيم قادتها في قطر بالإرهاب،وكان الهدف من ذلك إجبار قطر على الطلب من حماس المغادرة ليتم الضغط عليها وتنجز المصالحة مع وكيل الإحتلال الجديد ،وها نحن نشهد زواجا باطلا بين حماس والسلطة يرعاه ويشهد عليه التسي التسي.
جاء توقيت الكارثة ليفضح المتآمرين على قطر ويعريهم ويكشف نواياهم واحدا واحدا ،ويكشف أيضا قصور تفكيرهم لأنهم لم يحسبوا المعادلة على أرض الواقع ،وظنوا أن الرئيس الأمريكي ترامب المتهور سيصفق لهم ،ويوافق على غزو قطر ،كما انهم سجلوا أنفسهم في نادي السذج الفاشلين في التخطيط والتدبير والسياسة ،ويقيني أن من بينهم من أتقن فن التآمر على البعض الآخر ،واعني بذلك تآمر الإمارات على السعودية بإعتراف ضابط مخابرات سعودي سابق ،ولا ننسى بطبيعة الحال التسريبات التي وردت على لسان السفير الإماراتي في واشنطن العتيبة ،وليس خافيا أن التسي تسي يتآمر على الإمرات والسعودية معا ويحلب من الطرفين بحجة أنه يمتلك القوة البشرية للغزو ،أما البحرين فلا أحد يدري أين تقع.
كانوا قد خططوا لفرض الحصار ومن ثم القيام بغزو مصري لقطر على غرار ما جرى بالنسبة للكويت حيث دخلت القوات المصرية والسورية قبل القوات الأمريكية والأوروبية ،وبعد ذلك يقومون بتقسيم قطر بين الإمارات والسعودية والبحرين،ولكن النتيجة أنهم تورطوا بنواياهم ولم تسعفهم عقولهم القاصرة وها هم يواجهون قطر في معركة الفوز برئاسة اليونسكو،ويعانون مع شعوبهم ،بينما قطر تحقق أشكال الفوز المتعددة وآخرها الفوز الرياضي بالأمس.