سهيل بقاعين ..فنان مبدع ومبادر
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-10-13 الساعة 22:02
الفنان سهيل بقاعين: فنان تشكيلي مبدع ومحترم يتمتع بصفة التواضع ويسعى لمساعدة المجتمع بدون تمنين أو تحميل جمايل
اسعد الغزوني
عرف الفنان سھیل بقاعین بأنھ رسام مبدع وفنان تشكیلي لا یشق لھ غبار ، وذاع صیتھ لیس في الوسط الفني الأردني فقط، بل إرتقى إلى العالمیة وھو یستحقھا عن جدارة ، لأن لدى الرجل ما یقدمھ لمجتمعھ دون تمنن أو تحمیل جمایل،والغریب في الأمر ان ھذا الرجل لھ خاصیة عز نظیرھا عند الغالبیة العظمى من الناس ،وھي صفة التواضع وعدم تضخیم الذات ،والتكبر على الاخرین بحجة أنھ فنان مشھور ورفع إسم الأردن عالیا،كما أنھ صاحب إبتسامة لا تنقطع ،ویتمتع بدماثة خلق یحسد علیھا ،ویتعامل مع الآخرین بحمیمیة حقیقیة بعیدة عن التزییف والمجاملة،وھذا ما جعلھ رمزا محترما . لم یتمترس الفنان سھیل البقاعین وراء إبداعھ الفني،وینزوي خلف لوحاتھ الجمیلة ،ویقول أنھ فنان كبیر یجب أن یتعلم الآخرون منھ ،بمعنى أن الأنا المتضخمة عند البعض ،لا نجدھا عند صاحبنا الفنان سھیل بقاعین لأنھ وعلى ما یبدو لجمھا منذ .البدایة ،ولم یسمح لھا بالتمدد ،إیمانا منھ بأن التكبر والأنانیة ھما عدوا الإبداع القاتلین خرج الفنان سھیل بقاعین من ذاتھ ونذر نفسھ لمجتمعھ ،ولم یختر النخبة بل كان جل إھتمامھ بالمھمشین من أبناء مجتمعھ ،وتحدیدا فئة الطلاب الذین یعانون من مشاكل في النظر ،وتمكن بحصافة وذكاء من نقلھم من خانة المھمشین في زوایا العتمة والظلام،إلى فضاءات النور والفرح ،بأن جعل منھم فنانین یرسمون مثلھ ،وأصبحت لدیھم لوحات فنیة ممیزة تحمل تواقیعھم ،وتطیر معھ إلى المعارض الفنیة العالمیة بأسمائھم ،وھذا ما جعل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسین یمنحھ جائزة یستحقھا قبل شھرین ،تقدیرا لھ على حسن مواطنتھ وتفانیھ من أجل أبناء شعبھ بدون تمنن أو تحمیل جمایل ،أو الإدعاء بأنھ فعل للوطن شیئا ممیزا. ھذا ما یعرفھ الناس عن الفنان سھیل بقاعین ،وھو جانب مشرف بطبیعة الحال ویرفع الرجل درجات في مجتمعھ وفي أعین أبناء شعبھ ،ولیت من یمنحھم الله مثل خاصیتھ أو أقل بقلیل أن یسیروا على خطاه ،ویتواضعوا قلیلا وینجزوا شیئا للوطن ،بدون إدعاء أو تقمص لشخصیة المبدعین ،یفعلون مثلھ أو أقل بكثیر ،فللوطن والمجتمع حق علیھم ،لكن ما نراه أن ھؤلاء المدعین الذین یدعون انھم أبناء البلد وخدموا البلد ،یسعون فقط لنیل المكاسب ،وإن تبین أنھ تم تجاوزھم یھوون على الوطن بمعاول ھدمھم ولا تسلم منھم مرتبة مھما علت . من مبادرات الفنان سھیل بقاعین المجتمعیة المقدرة ،دعوتھ لإفطار صباحي یدعو إلیھ العدید من الأصدقاء ومن كافة المستویات ،ویجلسون على الرصیف في منطقة اللویبدة ،ویتجاذبون أطراف الحدیث ،بطریقة مھذبة ومؤدبة ،فلا تجاوز ولا تطاول على أحد ،ولا غیبة او نمیمة ،بل نقاش علمي ھاديء ھادف . الیوم الجمعة شرفت بأن اكون ضیفا مرحبا بي عند ھذه المجموعة النخبویة ،وكم تعلمت كثیرا منھم ،ففھیھم من ترتاح لھ النفس التي تسعى لأن تتعلم من الآخرین وتكتسب منھم ما ھو مفید في الحیاة ، فھم كما سبق وذكرت اناس من ذوي الخبرة والإختصاص وغالبیتھم من المتقاعدین ،ومنھم من شغل مناصب علیا وحساسة ،لكنھ یظھر لك أنھ قمة في التواضع ،وھذا ما إكتشفتھ ،ولم أسمع من أحد أنھ ھو الذي بنى البلد أو أنھ لولا جھوده لما كانت ھناك بلد. من المیزات التي یعتد بھا في مثل ھذه اللقاءات الحمیمیة صباح كل جمعة في اللویبدة بساطتھا وھدوؤھا ،حتى أن المارین في الشارع قرب الرصیف ربما لا یسمعون ما یدور من نقاش بین اعضاء المجموعة التي تصمت صاغیة للمتحدث ادبا وإحتراما وتقدیرا لھ . كم نحن بحاجة لمثل ھذه المبادرات ،وكم نحن أحوج للتواضع ونكران الذات ،والتواصل مع الآخرین بإحترام وتقدیر ،لأننا بذلك نسیر وفق خارطة الطریق الصحیة التي ترشدنا للطریقة المثلى لبناء الوطن ،وھذا لا یتم ببناء العمارات والأبراج الشاھقة ،بل بقیام المبدعین بدورھم لبناء وطنھم من خلال بناء علاقات إجتماعیة بعیدة عن المصالح والأحقاد.
نيسان ـ نشر في 2017-10-13 الساعة 22:02
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية