اتصل بنا
 

حادثة النعيمة..عندما تلجأ الناس للقنوة لا للقانون

نيسان ـ نشر في 2017-10-30 الساعة 23:15

x
نيسان ـ

ها قد لجأت الناس في منطقة النعيمة في محافظة إربد إلى عصيها وقنواتها لتدافع عن كرامتها وأمنها بعد أن أعيتهم البلطجة من فارضي الأتاوات.
بإربد، والزرقاء، وعمان، ومادبا وغيرهن الكثير من المدن الأردنية حالة من الفلتان الأمني، ويتعرض بها الناس إلى مضايقات ودفع خاوات وتكسير محال تجارية.
الناس هناك يتحسسون كراسي مركباتهم عند طالعة كل نهار ليطمأنوا أن قنواتهم في مكانها.
هل فكرنا للحظة في السبب الحقيقي وراء لجوء شاب إلى وضع 'بلطجي' في صندوق السيارة الخلفي بعد إشباعه ضرباً وتعنيفا؟. ثم، هل التقطت الحكومة الرسالة من مشهد انتشر ليلة الأمس بين الأردنيين؟.
في النعيمة بشر مثلنا تماما لا بل أحسن منا، إلا إنهم ضاقوا ذرعا بوجود فئة 'طحلبية' تعتاش على البلطجة والزعرنة، فما كان من أحدهم إلا أن قرر أخذ حقه وحق منطقته بيده، فوضع فارض الاتاوات في صندوق مركبته جهارا نهارا .
مشهد الزعران وخاواتهم بات مألوفا لدى شريحة واسعة من الأردنيين حتى في الأطراف البعيدة، إذ أن كثيرا من أصحاب المحال يضطرون لدفع 'الخاوة' للزعران تحت نظر وسمع الرسمي، الذي بدا مؤخراً عاجزاً عن تقديم معالجات أمنية تستعيد الحد الأدنى من سلطة القانون.
لا نزال نتذكر جرائم كثيرة ارتكبها جناة وصارت أسماؤهم شهيرة في العاصمة عمان، لنراكم بذلك حالة التدهور الحاصل في البلاد؛ الاجتماعية، والأمنية، والاقتصادية. نريد أن نفلح في استعادة سلطة القانون قبل أن يذهب المجتمع بعيداً في طريق الفوضى.
الخطير اليوم أن البعض بات مؤمناً بالقنوة لا بالقانون، ويرى في القبيلة دستوره وملجأه، فيما لا تكف الحكومة بعد كل حادثة سرقة لمركبة بأنها ستضرب بيد من حديد على ظهر اللصوص وأيديهم، فماذا فعلت سوى ان اللصوص في ازدياد وفي طريقهم إلى مأسسة عملهم وتقسيمه حسب الاختصاص ونوع المركبة؟.
صحيح أننا شهدنا حملات أمنية أنتهت إلى إلقاء القبض على عشرات المطلوبين والمجرمين، لكن هذا لا يكفي، فمن يوقف الناس عن أكل بعضهم وقد بدأوا؟
إزاء ذلك كله تواصل الحكومة جلساتها مع 'محترفي السوشال ميديا' في الصباح، وإذا تطلب الأمر مزيداً من الإلهاء والسذاجة تسرّب في الظهيرة شيئا من المعلومات عن عمان الجديدة، وفي المساء ترتشف فنجان قهوتها مع الوجهاء وشيوخ عشائر لتسوية ملف ما.

نيسان ـ نشر في 2017-10-30 الساعة 23:15

الكلمات الأكثر بحثاً