من أنتم

نيسان ـ

أنتم سطور.. لكن كتبت بماء..

لن يذكركم كتاب الإنجازات الإنسانية.. لأنكم سوف تتبخرون.. أو يمتصكم الورق الذي كتبتم عليه..
لن تنجزوا.. لأنكم تستخدمون ذات الوسائل.. وتتوقعون نتيجة مختلفة.. تمشون بذات الطريق وتتوقعون أن توصلكم لمدينة جديدة..

هذا هو الجنون.. وإن لم يكن جنوناً.. فهو وهم.. هذا إن كنت رحيما بكم..

هناك بعض المتقوّلين المدّعين.. يدّعون بأن تعليمنا الجامعي قوي.. ويصفون جامعاتنا بالقوية التعليم.. وأقول لهم.. إن لم تكونوا تكذبون على أنفسكم.. فأنتم واهمون..

إليكم الأرقام يا باعة الأوهام :
اولا: الأردن يحتل المرتبة 69 بين 139 دولة بجودة التعليم الابتدائي حسب مؤشر دافوس لجودة التعليم 2016.
ثانيا: الأردن يحتل المرتبة 45 بين 139 دولة بجودة التعليم الجامعي حسب مؤشر دافوس لجودة التعليم 2016.
ثالثا: بين أفضل 1000 جامعة لم أجد الجامعة الأردنية او أي جامعة أردنية أخرى.. و بحثت بعدها بأول 1500 جامعة فلم أجد أي من جامعاتنا.. تعبت فتوقفت عن البحث.

أرجوكم أفيدونا.. ماذا تعنون بأن جامعاتنا قوية؟
هل هي قوية بالحفظ و البصم.. أم قوية بقصص الحب التي تنتهي بسرقة الأنوثة و أحلامها وعذريتها.. أم أنها قوية بالتعصب والأصولية والعنصرية الدينية والفئوية.. أم قوية بالزعرنة والبلطجة والنجاح بلا جهد؟

أفيدوني أرجوكم..
حتى تنجز وتفيد الإنسانية.. يجب أن تتعب.. أن تتعلم.. فإذا كان تعليمك رديء فمخرجاتك رديئة.. وهذا هو حال تعليمنا.. رديء.. لذلك مخرجاتنا رديئة.

أتذكر تلك الأيام.. أيام الجامعة الأردنية كلية الحقوق.. عندما كان الدكتور يقرر كتاب يتكلم عن مشاكل العصر الحاضر.. كنت اتفاجأ.. ذلك أن اساتذتنا المبجلين.. عودونا أن ندرس ونغرق بنظريات القرن الثامن عشر.. وأعتدنا على أن نظريات القرن التاسع عشر هي نظريات حديثة.. بعد أن تخرجت من الجامعة، وللأسف لم أعلم خلال سنوات الدراسة ما معنى بحث علمي.. ذلك إنني لم أكلف يوماً بعمل بحث علمي.
‏تخرجت من الجامعة وكنت أتعرق عندما كان أحدهم يسألني عن معنى قانون.. أو معنى عقد قانوني أو معنى حق أو التزام.. مع أن معدلي التراكمي جيد جدا.. كنت أتعرق خوفا.. وهذا حال الحافظ غير فاهم.
أخي الأردني.. قل لي ما هي جامعتك أقول لك ماذا سوف تكون.. فجامعة هارفرد أو ستانفورد.. خرجت قادة العالم.. وجامعاتنا خرجت قادة الواسطات الا من رحم ربي.

اخي الأردني.. إذا فرض عليك التعليم الوطني لعدم قدرتك المالية أو العملية.. أرجوك لا تثقل كاهل ابنك بقصص وآمال واحلام أمتك العربية و الاسلامية.. لذلك ارجوك لا تقنع ابنك بأنه صلاح الدين الايوبي او خالد بن الوليد فالحروب الدينية انتهت.. والأنبياء لن يعودوا مجددا.

لا تهدر طاقاته بالحفظ.. شجعه على الفهم وليس البصم.. البحث بدلاً من النسخ.. وإذا كان فاهم و معدلة سيء.. لا توبخه.. لأن من قيّمة على الأغلب لا يستحق وصف معلم.

أما إذا كنت قادرا على المدارس الامريكية والانجليزية والجامعات الغربية.. فلا تتدخل بحياة ابنك.. فتلك الصروح العلمية تقرر المستقبل الأفضل له.. لأنها تمكنه وتعلمه معنى أن يعيش.. ولا تعيده إلى القرن التاسع عشر.. فهم يعرفون القرن الواحد والعشرين جيدا وأفضل منا.

وإذا خفت عليه الانحراف.. لا تقلق.. فقد أنحرفنا قبله على أفلام قناة إسرائيل الثانية.. عندما كانت الاضواء المنعكسة على ستائر البيوت الاردنية ترسم نفس الالوان.. لأننا كنا نشاهد ذات الفيلم.. عندما كان يضعف البث بعد الساعه 11.. هل تذكر؟

هذا الجيل آماله واحلامه أوسع من آمالنا و أكبر من أحلامنا.. فإذا تدخلنا به قتلنا طموحه وقتلناه بأفكارنا التي تبلغ من العمر 1400 سنة.. فلندعهم يعيشون أفكارهم المراهقة ذات 14 عشر عاما.. حتى لا نجد ملقي جديد يتخفى ويخفي مدينه.. حتى نبني وطننا ليكون وطن جديد.. وطن لا نحكمه انا وأنت.. وإنما وطن نحس فيه إننا بالغون.. عاقلون.. لا تختفي فيه عاصمة..

#الانسان_المهدور