الملقي إذ يضحي بالمومني على مذبح الاخوان المسلمين

نيسان ـ

وكأنك تجلس مقابل خشبات مسرح يعاني رداءة السيناريو والإخراج، يؤدي به رئيس الحكومة، الدكتور هاني الملقي أدواراً تبث الحيرة من شدة رعونتها. وسط حالة من الجدل أحدثه الرجل مؤخراً بعنوان 'عمان جديدة' على أمل أن يستغلها لتركيب 'مفصل' جديد لأقدام متآكلة لا تقوى على المسير..

كان المشروع جملا فانمسخ فأرا. فقد ظل لنحو سبعة أيام والرئيس يتابع أثر تصريحه اليتيم والمقتضب في الشارع الأردني من أبراجه العاجية، وكلما أراد إشغال الناس وتشتيت تفكيرهم أكثر سرّب معلومة هنا وأخرى هناك، ولا سيما أن أدواته كثيرة، لكنه، وفي تطور لافت أمس، قرر التضحية بوزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني على طاولة الأخوان المسلمين.

'تضحية' مدّت الحارة السياسية في الشارع الأردني بتفاصيل كثيرة تحت عنوان 'التعديل الحكومي' فقرروا أن يضيفوا الوزير المومني على قائمة الخارجين من حكومة الملقي.

أمس نقل نائب رئيس كتلة 'الإصلاح' النيابية، ثامر بينو عن رئيس الحكومة هاني الملقي قوله 'إن وزير الدولة لشؤون الإعلام، محمد المومني، كان 'يمزح عندما قال إن خمسة أشخاص ثقات يعرفون عن موقع عمان الجديدة.

المومني الذي حمل حقيبة الدولة لشؤون الإعلام للمرة الأولى في حكومة الدكتور عبد الله النسور بتعديل وزاري في 30 آذار 2013 يدرك أن لا مقدس أمام الملقي سوى كرسي السلطة التنفيذية، ويدرك أيضاً أن رئيسه سيضطر لإلقاء وزراء ومسؤولين كثر من 'سفينة الرابع' لقاء حفاظه على الكرسي حتى العام المقبل.

ردود فعل الناس وهم يتابعون سلوك رئيس الحكومة وطيشه، وهو يلقي بوزير إعلامه في البحر لا تخرج في تفسيرها ومراميها عن سلوك جل رؤساء الوزارات ممن يستميتون للحفاظ على العلم 'مرفرفا' على 'بوز' سيارتهم، وهم أيضاً دائمو الاستعداد للتنازل عن أقرب الناس إليهم.

دعونا من كل ذلك، ولنقرأ مشهد الأمس في سياقه السياسي في محاولة للإجابة عن السؤال التالي: لماذا يجري بيع هذا الموقف في الاجتماع مع الاخوان المسلمين؟. ولماذا لم يقدم على طاولة رئيس مجلس النواب؟

الجواب سيكون ضمن سياق واحد لا شقيق له، وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بتقرير أمني سياسي يتحدث عن كلف رفع الخبز على الحكومة في الشارع وبين الناس.

التقديرات حسب العارفين ببواطن الأمور تذهب إلى انعدام الحراك الشعبي في الشمال إذ ما قررت الحكومة رفع أسعار الخبز،وسيكون الحراك محدودا في الجنوب، فيما يعتمد موقف الكتلة البشرية الكبيرة في العاصمة عمان ومحافظة الزرقاء على موقف جماعة الاخوان المسلمين.

'موقف' دفع الملقي للتعامل بذهنية سياسية استباقية مع حركة الاصلاح، وهو المستعد على ما يبدو لبيع هذه الملفات السياسية وغيرها لجبهة الإصلاح من أجل النجاة.