الا التنفيس...تشبثوا به!

ما عاد اهل بلدنا الطيبون يملكون الا التنفيس ..درسهم مسرح دريد لحام ومحمد الماغوط فن التنفيس .. فقدوا بفعل تراكم الاحمال والصدمات القدرة على مناقشة ابسط القضايا، فقد وضعوا بين فكي الكماشة واجبروا على بلع موس حاد خوفا من الانهيار الكبير .
دققوا في كل ردود الفعل على تحرير اسعار المحروقات وسيكون الامر كذلك حال رفع الدعم عن الخبز.. اليست تنفيسا ! .. سأراهن على ان الاردنيين سيتراكضون وسيلهثون صباحا باكرا لاستلام التعويضات النقدية من البنوك ومكاتب البريد وسيعلو الانبساط قسماتهم وكان شيئا لم يكن.!

هكذا تعاملت الحكومة بشأن تحرير اسعار المحروقات وبسيكلوجية لافتة .. ضربت عنق الفساد بقضية الذهبي .. وجهت انظار الناس بلمح البصر نحو حدودنا الشمالية وسلطت ضوءا على احتمال الانفجار .. سربت اكثر من سيناريو «لسياسة التحرير» وكان احد عناونيها الابرز .. الدعم النقدي .. لوحت بالاجراءات الناعمة وسياسات خشنة لمواجهة التصعيد المفترض ووضعت تحرك الشارع« في دائرة الشك» وانتهجت سياسة« فرق تسد » في صفوف قوى المعارضة، واماطات اللثام عن سرقة الكهرباء واثارت ضجة ووجهت علامات استفهام كبيرة حول المتورطين ونامت القضية« نوم اهل الكهف»!.

وعادت الى اليقين .. تخوفت مما يجري في الجوار واطلقت العنان لمخاوف هزت الركب .. ثم ضربت ضربتها القاسمة بتحديد قيمة التعويض النقدي لرفع الدعم عن الخبز .. تصوروا كيف سيكون الحال غدا ..نفس السيناريو سيفرضون ،رقابة صارمة على الاسعار، سييرفعون من سقف حرية التعبير وفي نفس الوقت يهددون ويتوعدون سيسلطون الاضواء عما يجري جنوب المملكة اي في« الخليج» بالترويج ان احتمالات الحرب مفتوحة على كل الجبهات ولا مناص من تراص الصفوف وتفويت فرص الفوضى في البلد.
وهكذا هو التنفيس اياكم والتفريط بها