اتصل بنا
 

موازييك عربي

قاص واعلامي اردني

نيسان ـ نشر في 2017-11-15 الساعة 15:13

نيسان ـ

لو لم ينجب إباضيو الجزائر إلا مفدي زكريا صاحب النشيد الوطني الجزائري والإلياذة الجزائرية فذلك يكفيهم (جزائرُ يا مطلع المعجزات/ ويا حجة الله في الكائنات).. ولو لم يكن من بين مسيحيي سوريا من يفخرون به سوى فارس الخوري وجول جمال والمطران كابوتشي فهم يكفون، كلٌّ منهم في حقله، وفي المجد الرفيع الذي صنعه، واللحظة التاريخية التي سطّرها.. وعند الانتقال لمصر فيكفي أقباطها أن أحد أبنائهم اللواء الركن الشهيد شفيق متري سدراك، عنوان عزة وإقدام وشجاعة وبسالة في الدفاع عن الوطن والقيم والحق.. ولدروز سوريا ولبنان والجبل بمختلف تجلياته الاعتداد أن قائداً من طراز سلطان باشا الأطرش جاء من بين ظهرانيهم.. ولا ننسى من دروز فلسطين الشاعر سميح القاسم، ومن دروز لبنان الأمير شكيب أرسلان والشيخ كمال جنبلاط.. وهل يعقل أن لا يفخر علويو الساحل أن قائداً من طراز صالح العلي وإنساناً من طراز منذر ماخوس هما منهم.. ويكفي شيعة لبنان فخراً أن من أعلامهم وقاماتهم الشيخ المجدد محمد مهدي شمس الدين والقائد العروبي صبحي الطُفَيْلي.. والحديث عن مسيحيي فلسطين يطول ويطول: فها هو إدوارد سعيد يحفر لهم اسماً عالمياً خالداً.. وها هو الأب عطاالله حنّا يستصرخ العالم من أجل الحق والعدل في فلسطين كاشفاً ممارسات الاحتلال وبشاعات الصهيونية.. وها هو جورج حبش تجلى كرمز نضاليٍّ وطنيٍّ قوميٍّ يقارب الخلود.. وفي الأردن فإن مبدعاً صادقاً حرّاً مثل المسيحي غالب هلسا يكفي ويفيض، دون أن نعرج على أديب عباسي وعقيل أبو الشعر، وقائمة تطول حول الإسهام المسيحيّ اللافت غير المهادن ولا المنافق في بلد الرباط..
لعبة الأقليات أجنداتية بامتياز، يكذب من يدّعي أنه لا يشتمّ فيها رائحة (البروبوغاندا) النتنة.. وهؤلاء أعلاه، ومئات غيرهم، لم يترددوا في (دحش بحصة) كبيرة لاسعة في عيون المستفيدين من هكذا أجندات مشبوهة.
هؤلاء أنجزوا ما أنجزوه، مسنودين بمحبة محيطهم الناصعة من غير سوء، محبة مؤمنة بمواطنة لا لبس فيها ولا منّة، وليس لها سوى عنوان واحد عريض: الوطن والأمة.. هذا ما قاله جول جمال عندما أصرّ أن تسمح له البحرية المصرية قيادة زورق حربي: عند الخطر فإن مصر هي سوريا والعكس صحيح..
إنها دروس لم يجف دم بعض أبطالها ورموزها بعد، ولم ينشف بعد، حبر دلالاتها من كراسات الأولاد في مدرسة المجد..
ما تقدم أعلاه ليس كذبة نيسان، بل ربيعه وزهوه ووعوده الوارفة بألوان الورد والوعد والميلاد.

نيسان ـ نشر في 2017-11-15 الساعة 15:13


رأي: محمد جميل خضر قاص واعلامي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً