#أقتلوهم_إنهم_كفرة

نيسان ـ

يحاول ان يفتح الباب خلسة، حتى يسمع صوت خطواتها الصغيرة تقترب منه، لتقف أمامه وعيناها امتلأت بالدموع، تتساقط من بين يديها مكعبات اللعب على الأرض، بعد ان أدركت أن اباها خارجاً من المنزل من دونها، يقترب منها ويحتضنها، ويمسح دموعها، ويقدم لها قطعة شوكلاه كان قد خبأها لمثل هذه المواقف، فتقبّله وتقول له ... 'بابا ارجلنا عشان نلعب مع بعض'.

وفي مكان أخر تجهز به سارق الأرواح، بحزامة الناسف، وبمعتقداته المسمومة، وتوجه كلاهما الى المسجد، ذلك المسجد الذي سوف ينفذ به حكم الإعدام بالكفرة، يسحب حزامة الناسف، ليردي كل من بالمسجد قتيلا، ليجعل تلك الطفلة تنتظر اباها الذي لن يعود... لن يعود يا طفلتي... وسوف لن تجدي لأبوك قبراً تزورينه لان جسده قد تفتت، وقُبلتك الأخيرة مازالت على بعض أجزاءه.

ابوك مسلم وأعدم لأنه كافر، وهناك طفلة أخرى اباها مسيحي وأعدم لأنه كافر، و أب اخر في مكان ما أعدم لأنه شرب الواين فكفر، وأخرون اعدموا لانهم يستمعون للموسيقى او يرقصون او يغنون لأنهم كفرة... ومن كفّرهم؟ الذين كفروهم أصحاب الرايات السوداء ليجعلوا منكم ايتام.

بأي حق و تحت أي قانون، نطلق الاحكام جزافاً، يمينا ويسارا، نحرّم و نكفّر كما نشاء، ننام ونصحوا ونحن نتحدث بالدين الذي هو منا براء، فسّرنا الآيات على اهوائنا، و اخترنا من الاحاديث ما يروق لنا، حتى خرج منا أصحاب الرايات السوداء، ومازالوا يخرجون افواجاً وجماعات، وكثير منا بطريقهم ليحملوا تلك الرايات التي غرزت على ارض تشبعت بدماء الأبرياء، وكثيرا من أطفالنا سوف ينتظروا اباء لن يعودوا...

من نصّبكم قضاة لتصدروا أحكام بالإعدام على من تشاؤون، تصدرون أحكام على كل من خالفكم بالرأي، افلا تعلمون اننا بشر قبل ان نكون مسلمين ومسيحين و يهود وملحدين.

اعيدوا لتلك الطفله اباها ....

#الانسان_المهدور
#هجوم_سيناء
#الارهاب_لادين_له