اتصل بنا
 

القضية الفلسطينية تائهة بين مساومات ومصالح دول المنطقة

كاتب وباحث في الشؤون الدولية

نيسان ـ نشر في 2017-11-26 الساعة 17:45

نيسان ـ

ما تشهده المنطقة اليوم من تناغمات وتخالفات تحديداً في الأونه الاخيره, شكل صورة شبه واضحه عن مستقبل القضية الفلسطينية , ولكن لابد من الأخذ بأسباب ومعطيات ونتائج هذه التغييرات وإلى مدى جدية طرح الملف الفلسطيني في خضم عاصفة الأوراق العربية والإقليمية المختلطة .
فحينما نتحدث عن قضايا عربية لابد لنا من ذكر وربط الملفات ببعضها , أي ربط الملف السوري والعراقي واليمني واللبناني , بالملف الفلسطيني المنسي . فعلى ما يبدو كالعادة أنّ إسرائيل غير مرتاحه من تسويه أي ملف عربي . فالمطلوب منها إشغال الدول العربية والمنطقة ببعضهم لإبقاء ملف القضية على هامش النسيان والإنشغال , فهذا الأسلوب وهذا التكتيك الإسرائيلي أصبح واضحاً للعيان عند كل نهاية أزمة , فهي تحاول إعلامياً وسياسياً إشغال المنطقة بتقديمها تقارير إعلامية وإستخباراتية من شأنها إشعال فتيل الأزمات منذ البداية كما حصلَ ويحصُل وسيحصل .
ففي الملفين الأضخم - السوري الذي بدأ بالحلحله أولا عن طريق دحر تنظيم الارهاب وثانيا الاستعداد لربط الطرفين أي عقد القمة الثلاثية في سوتشي / روسيا , وبين جمع فصائل المعارضة في الرياض للذهاب لجنيف واعادة المفاوضات , والعراقي الذي بدأت أزمته بالتلاشي , حتى أزمته الجديدة مع كردستان التي انتهت مؤقتاً دون إراقة دماء - خُلقت ظروف عكرت المزاج العام للتسويات على مراحل قريبة ومتزامنه من بعضها البعض مع بدء التسويات المذكورة , منها: اغلاق أو محاولة اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن وهذا كفيل بعرقلة أي عملية سلام وتسويه في المنطقة , ثانياً عرقلة البيئة الأمنية بالتهجم السياسي والعسكري الإيراني 'الحوثي وحزب الله' على أمن المنطقة العربية وتحديداً السعودية وحلفاؤها لاسيما الأزمة اللبنانية الأخيرة , ثالثاً تشويه حالة المقاومة الفلسطينية , فحينما تربط حماس نفسها بصف حزب الله المصنف إرهابي في دول العالم ودول المنطقة لاسيما من بعد اجماع اغلب دول الجامعة العربية على ذلك , ولد هذا حالة توتر وعدم ثقة بين البيت الخليجي – والقضية الفلسطينية . وأهمها التلميح و المناداه الإسرائيلية – الغربية لإنشاء كونفدرالية فلسطينية مع الأردن ولعلها الأخطر بين جميع القضايا , لسببين وهما أن الأزمات السابقة لابُد لها وأن تنتهي حتى ولو حسمت عسكرياً بالاضافة لجدية تعاطي أطرافها ومحاورها داخلها, أيضاً إستغلال الأزمات والتوترات العربية والإقليمية لفرض هذا الطرح وأهمها إستغلال الظرف الإقتصادي السيء للأردن فهو بحاجة ماسة لحماية أمنه واقتصاده بأي شكل من الأشكال ولكن ليس بهذا الأسلوب وهذه الفرضية التي تسلب كل من الشعبين الأردني والفلسطيني حقة .
في حقيقة الأمر نجد إسرائيل هي المستفيد الأول والأخير من كل هذه الأزمات , فهي تعلم جيداً أن هنالك دول كبرى لن تستغني عنها وتحارب دبلوماسياً عنها بالوكالة , نرى ذلك من مباركة خطاب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الأخير بحلول مائة عام على وعد بلفور للإسرائيليين , إضافة إلى الدعم العسكري والسياسي الأمريكي المستمر والحريص على أمنها , نعلل أو نفسر ذلك بقوة وجود المنظمات الاسرائيلية في أمريكا كـ 'منظمة إيباك' التي هي كفيلة بطبخ أي قرار سياسي أمريكي في المنطقة إن لم يكن بالعالم . ناهيك عن العلاقات البراغماتية مع روسيا والمشبوهه مع إيران .
في نهاية الأمر ستبقى القضية الفلسطينية معلقة إن لم تكن بوضع مهدد هذه الأيام , لا سيما أن العلاقات العربية سواء كانت الرسمية وغير الرسمية تزداد صعوبة وتفكك وتزداد معها عدم الثقة الشعبية بين بعضها البعض . فأمل هذه القضية سيبقى مرهون على توحد الصف العربي لا أكثر من ذلك .
أنس الطراونه
Anastarawneh2@gmail.com

نيسان ـ نشر في 2017-11-26 الساعة 17:45


رأي: أنس الطراونة كاتب وباحث في الشؤون الدولية

الكلمات الأكثر بحثاً