اتصل بنا
 

نبيل الغيشان..أسمعت لو ناديت حياً

نيسان ـ نشر في 2017-11-27 الساعة 16:12

x
نيسان ـ

مجرد أن تبدي محاولة دستورية تنحاز بها للشارع والناس تحت القبة هذا يعني أن يتصدى لك زملاؤك في المجلس البرلماني، فيبقى صوتك حبيس صدرك وبلا جدوى. هذا تماما ما حدث مع النائب نبيل غيشان وهو يصر على أخذ مكانه كنائب وطني في مناقشة الموازنة العامة.
نتفهم سلوك الغيشان في سياقه الرقابي في وقت تخشى به الناس من 'عبثية' حديث الرسمي عن دعمه النقدي للفئات المتضررة، لا بل إن حديثا رسميا يجري تناقله اليوم عن نية الحكومة رفع أسعار أكثر من 50 سلعة غذائية معفاة من الضرائب أصلاً وعلى رأسها الخبز.
الواضح من حديث الحكومة عن آلية الدعم أن شريحة كبيرة من الأردنيين ستحرم من الدعم، وسيتلقون بصدورهم قرارات الحكومة الصعبة، بعد أن ضمنت تقبل الشارع لمبدأ الرفع، وأدخلت المواطنين في تقسيمات وشرائح من يستحق ومن لا يستحق، وهذا ما أغضب 'حصان المجلس'.
من يمتلك مركبتين –بغض النظر عن قيمتهما- محروم من الدعم، ومن يفوق دخل أسرته السنوي 12 ألف دينار، و6 آلاف دينار بالنسبة للفرد خارج حسابات الحكومة، في وقت لم يعد به امتلاك السيارة من باب الترف بعد أن ساءت خدمة قطاع النقل العام وفشلت الحكومة في إحداث فارق حقيقي في شبكة النقل تلغي به حاجة الناس لوسائط نقل خاصة.
ولعله من باب التذاكي حرمت الحكومة من يمتلك أراضي وعقارات تزيد قيمتها عن 300 ألف دينار من رحمتها ودعمها، فالرقم لا شك كبير في صورته الأولية في حين قد يحرم مالك أرض بإحدى القرى الأردنية من دعمه بسبب مجموعة دونمات ستقدّرها الحكومة بمبلغ مشابه، في وقت لا يدخل عليه إلا الفتات من الدنانير؛ ما يتطلب التفرقة بين العقارات التجارية وغيرها حماية للطبقة الفقيرة على امتداد الأردن.
الحكومة تجبر مواطنيها على الاقتراض من البنوك لامتلاك سيارة 'كيا' باعتبارها ضرورة ملحة ولا يمكن الاستغناء عنها، ثم تحرمه من الدعم باعتباره مترفاً ولا يستحق الدعم، فيما تواصل سياساتها الهدر والتبذير في إنفاقاتها وسفراتها ومياوماتها بلا حسيب أو رقيب.
وفق ذلك فإن قراءة المشهد تؤكد هرولة مشروع الموازنة نحو الإقرار والمباركة من قبل لجنة النواب المالية، ولنا سابق تجربة في دورة المجلس السابقة حين بالغت اللجنة بإقرار توصيات لتحصيل مبالغ مالية كبيرة من جيوب الناس تعدّت سقف الحكومة ومتطلباتها.
بعد حادثة الأمس سيدخل رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي غرفة نومه آمنا مطمئناً، فهناك وفي بيت الشعب من سيتكفل بتمرير كامل الإجراءات الاقتصادية الصعبة، حتى وإن خالف التوجيهات الملكية بحماية الفقراء، فالمهم أن يفرط في ولاءاته 'الذنائبية' للحكومة، وإن تسبب تالياً بإشعال نار في جسد الأردنيين.
اما نبيل غيشان فيكفيه ان حاز ثقة الشارع مبكرا، ورفض الانقلاب على ذاته كما يفعل العشرات من زملائه كل يوم..يا ابا سيف نحتاجك وتشتد حاجتنا لمثلك، فخارطة الغد لا يفك طلاسمها الا الفرسان من الرجال.

نيسان ـ نشر في 2017-11-27 الساعة 16:12

الكلمات الأكثر بحثاً