اتصل بنا
 

فنجان القهوة السادة

نيسان ـ نشر في 2017-12-02 الساعة 11:05

نيسان ـ

برغم لذة طعم قهوتك المحمصة، ورائحة الهيل التي تفوح منك، الا أن كل ذلك لايجعل منك بريء من دماء الأطفال التي سالت على الطرقات، من دماء الشباب التي قطرت بالافراح والمناسبات، من مواد قانون العقوبات التي لطالما تحايلت عليها ومارست عليها الغش و دست عليها، بفرض الصلح و إجبار المجني عليه او الياؤه للتنازل عن حقهم القانوني بالإقتصاص من المجرم.

انت شريك بالتستر على كثير من المجرمين، سواء كان جرمهم بقصد او من دون قصد، وانت شريك ومحرض لكثير من القتلة، الذين يعلمون بأن افعالهم المجرمة عقوبتها أن يتم احتساؤك بجلسة يكثر فيها لبّيسة العباءات، فيفسدون بالارض طولا وعرضا، لانهم يعلمون مفعولك السحري على هذه الشعب.

نحن رفعنا من قدرك لتكون كذلك، ونحن من جمع وجوه كل عشيرة والبسناهم العباءات، ونحن من سرنا ورائهم واستئجرنا باصات الجاهات، و رفعنا من قدر المخطيء واجلسناه بالكرسي الاول، وجلسنا نتفق على اخفاء معالم الجريمة بالعلن، فأصبحت الجاهة جريمة لا يعاقب عليها القانون، ظاهرها الصلح وباطنها اطلاق يد الإهمال بقتل الأرواح.

كنت وتكون وسوف تكون عذراً محلاً لكثير من الجرائم، لذلك فإن كنا نسعى لتغير بعض مواد قانون العقوبات، أرى ان الأولى بنا ان نغير مفهومك، وأن نجعلك لذةً لذواقة القهوة السادة، وليس لذةً للمجرمين.

ونتمنى قريبا أن نقول مرحباً بدولة القانون وأهلاً وسهلاً بمواد قانون العقوبات لتقتص لنا من كل مخطيء ... و وداعاً للعذر المحل وداعاً لفنجان القهوة السادة و لجاهات الموت.

#الانسان_المهدور
إنهاء الدردشة
اكتب رسالة...

Choose Files

نيسان ـ نشر في 2017-12-02 الساعة 11:05


رأي: محمد ملكاوي

الكلمات الأكثر بحثاً