السادة النواب...لٍمَ هربتم من التشريع الى الشارع؟

نيسان

كان الجميع ينتظر رسالة اردنية قوية تعكس نبض الشارع وتمسكه بقضيته، لكن اعضاء في مجلس النواب استبقوا الأمر ووقعوا في الفخ.
لعل تفاعلات الناس على وسائل الاتصال المجتمعي رفضا لتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس أغرت النواب في انتهاج الشعبوية المبتذلة في وقت تطلب منهم البقاء تحت القبة لبلورة موقف سياسي وطني واضح.
أين سيذهب النواب الآن وقد أعلن الرئيس الأميركي رسميا أن القدس عاصمة لإسرائيل؟.
ظن النواب ان وقوفهم أمام السفارة الأمريكية سيثني المارد الأمريكي عن قراره، وسيمتثل لرغبات نواب لم يستطيعوا مقاومة سدر منسف، فتسابقوا على تقبيل يد الحكومة؛ طمعا في صكوك غفرانها.

يدرك النواب ان بيدهم شرعية واسعة، وإن أحسنوا استخدامها سيقلبون الطاولة على الجميع، لكنهم لا يريدون استخدام ادواتهم التشريعية لردع غطرسة الأمريكي والإسرائيلي، في تحدٍ جديد لتطلعات الناس ومبادئهم وقيمهم.

ماذا لو وضع النواب كامل اتفاقية وادي عربة على المشرحة؟ وماذا يعني لهم نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس سياسيا؟. ثم كيف لمن خذل قضاياه المحلية لقاء منسف منزوع الدسم ان يتحدث ويعتصم احتجاجا على معالجات لقضايا عربية ساخنة؟ .
يا سادة يا نواب نقدّر لكم وقفتكم أمام السفارة الأمريكية في أجواء غاية في البرودة، ونقدّر لكم قدرتكم وبراعتكم في لعب أدوار رخيصة حتى وإن تطلب الأمر منكم السير على حبال مشدودة، لكن تذكروا أن منصتكم تحت قبة العبدلي وليست أمام السفارة الامريكية، وتذكروا أيضا أن الحجر بمكانه قنطار.
دعونا نرى مراجلكم لمرة واحدة.