اتصل بنا
 

هنا القدس

نيسان ـ نشر في 2017-12-09 الساعة 15:16

x
نيسان ـ

وضع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس العربية عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي الأردنيين جميعهم في صف واحد، بعد أن أسدل قراره ستارا سميكا على المفاوضات والحلول السلمية إلى غير رجعة؛ فصار الرسمي والشعبي يرددون الخطاب ذاته.
في الحقيقة، أدرك الشارع الأردني أنه بمواجهة الأمريكي وحده 'عربياً'، فيما أشقاؤه اكتفوا بتحذير رعايهم في العاصمة عمان، وكأن القدس وفلسطين لا تعنيهم. نعم لاتعنيهم بالمطلق.
لقد هزم ملف القدس، المطروح على الطاولة اليوم، صغائر الأمور، وصهر الهويات الجغرافية والمناطقية في عمان، ووقف الجميع في صف لا يفرق بين (غربي وشرقي) أو بين (مسلم ومسيحي) في مشهد يستحيل معه شق صفوفهم أو تفتيتها. إنها القدس إذا تعود من جديد لتتربع على هرم الصراعات الأساسية ولتنحي الصراعات الثانوية جانبا.
لعل الإشارات كانت أكثر من واضحة حين قرر جلالة الملك عبد الله الثاني الاقتراب من تركيا وقطر، عشية قرار ترامب، لبناء تحالف جديد، يمكنه من وقف رعونة وغطرسة الأمريكي وسط تخوفات من سعي عربي لسحب بساط 'الوصاية الهاشمية' من عمان على المقدسات في فلسطين ووضعها على طاولة الاقتسام مجدداً.
وأنت تتحدث عن القدس؛ هذا يعني أنك تقترب من جذور الأردنيين وقناعاتهم الدينية والعربية، لذلك عليك أن تفهم مشهد الجمعة في سياقه الصحيح. فالناس وإن بقيت في منازلها وسكتت 'مرحليا' على سياسات الحكومة الاقتصادية إلا إنها لن تسكت حين يصبح الحديث عن أقصاهم.
في الأردن امتلأت ساحات الدواوير وشوارع المحافظات برجال قدموا من كل حدب وصوب ولا ملف يشغلهم سوى فلسطين المسلوبة برعاية أمريكية، فغدا مشهدهم مكتنز الرسائل.
رسائل لا ينفع معها إجراء تسويات أو تفاهمات مع حلفاء الأمس ممن قرروا قياس صبر الأردن في قدسهم.
صحيح أن الأردن يسير بمنطقة متحركة مكشوف الظهر، لكنّ في جعبة الملك ونظامه السياسي العديد من الاوراق الديبلوماسية وهو ما يراهن عليه الشارع في إحداث إنعطافات حادة خلال الأيام المقبلة، سواء كان ذلك في بلورة موقف أردني- تركي أو في إحداث اختراقات مهمة على مستوى صناع القرار الغربي، فيما تبقى ورقة 'السفراء' مطوية في الجيب الخلفية إلى حين ينجلي المشهد من غبار المعركة، لكن هذا لا يعني أنه منسي تماما، فلا بد من صياغة جديدة للموقف من اتفاقية السلام برمتها.

نيسان ـ نشر في 2017-12-09 الساعة 15:16

الكلمات الأكثر بحثاً