اتصل بنا
 

وقفة مع الذات

كاتبة أردنية

نيسان ـ نشر في 2017-12-10 الساعة 22:18

نيسان ـ

من طبيعةِ الناس أي ناس أنهم يتحركون , يأكلون , ينامون , يمشون , يتزاوجون , يتطالقون, ينكتون , يبكون , يسرقون , يحلمون , يتقاتلون , يعشقون ...
ومن هذه الحركة الطبيعية تتشكل الظاهرة الاجتماعية التي تنساب أحيانا وتستعصي أحيانا أكثر , ومع انسيابها واستعصائها تتشكل لوحة القيم الضابطة لحركة الناس .
متى تستعصي هذه الحركة ؟ ومتى تنساب ؟
بمعنى آخر متى تسهل حياة الناس ؟ ومتى تصعب وتشتد ؟
متى تصبح الضحكة عليهم أصعب ؟ ومتى يحدث العكس ؟
متى يصبح الحزنُ فيهم كثيرا ؟ ومتى يحدث العكس ؟

متى هذه هي تجلي الزمن . و الإنسان تجلي الحركة و الفعل . والسؤال كله هو الفكر .
ولا سؤال ولا فكر خارج نطاق الحركة , أي لا بحث وبالتالي لا أمل بإجابة خارج نطاق حركة الناس , و دون رصد معيشهم .
وحتى لا تهتز صورة الحركة أو المعيش التي سيعبَّر عنها باللغة فتنحو إلى البلاغة المنتفخة أو التأويل المفرط , لا مفر من نقطة ثبات أو وقفة , و لتكن ما نسميه عادة وقفة مع الذات , ولتكن أي ذات , فردية , أو جمعية .

مِن هذه الوقفة تنهمرُ الأسئلة :
من يحدد هذه الذات ؟
النخبة ؟
أي نخبة ؟ نخبة الفكر و نخبة العمل ؟
أي فكر وأي عمل ؟
الفكر الغيبي ؟ أو فكر العلوم الاجتماعية ؟
الفكرالحزبي ؟ أو المؤسسي - الرسمي ؟
نخبة العمل في مؤسسة الدولة ؟ أو نخبة العمل في مؤسسة المجتمع المدني ؟
ثم من يمثل هذه الذات الراصدة الفاحصة الثابتة الواقفة ؟
هل يمكن أن يمثلها غيرناس ؟
هل يمكن أن يكونوا ناسا من غير الناس ؟

حتى تُلتقط الصورة دون اهتزاز أو للدقة بقدر أقل من الاهتزاز , لا بد من ثبات .
إما أن تثبتَ يدُ النخبة وتكف عن الحركة أو عن بعض أنواع الحركة تحديدا , أو أن يثبتَ الناس عن الحركة لحين الانتهاء من رصد الظاهرة وكتابة التقرير .
في مجتمعنا العربي وعبر مشواره التاريخي الطويل الشاق , شاء من شاء أن لا تكف النخبة عن بعض الحركات , وأن تثبّت حركة الناس .
فكانت صورتنا كما هي اليوم , صورة ثابتة , صورة موتى تحت الأنقاض.!

نيسان ـ نشر في 2017-12-10 الساعة 22:18


رأي: عندليب الحسبان كاتبة أردنية

الكلمات الأكثر بحثاً