اتصل بنا
 

صداح الحباشنة..كفكف دموعك يا رجل

نيسان ـ نشر في 2017-12-13 الساعة 11:08

x
نيسان ـ

مثل كل الأردنيين استوقفني مشهد بكاء البرلماني صداح الحباشنة، في اتصال هاتفي لقناة 'الأردن اليوم' بعد أن أعلن اعتذاره 'للشعب الأردني العظيم'.
ياتي بكاء الحباشنة في وقت بالغ الحساسية محلياً وعربياً، وهو ما يتطلب موقفاً برلمانياً حازماً يشكل درعاً للأردنيين أمام حكومة، لم يبقَ من مهاراتها إلّا الجباية، من دون ان يغفل عن مساندة الأردن في مواجهة الأمريكي والصهيوني. هذا ما يريده الناس من مجلسهم البرلماني.
نتفهم بكاء الحباشنة إنسانياً، ونكبر به اعتذاره للأردنيين في وقت بدت به ثقافة 'الاعتذار' غربية لا شرقية، لكن ذلك لا يكفي لمواجهة سيل أسئلة الشارع الأردني حول مستقبل بلدهم.
يدرك الحباشنة أن الحكومة لن تستجيب لدموعه، ويدرك أيضاً أن شريحة كبيرة من الأردنيين لا تؤمن بالدموع كطريقة سريعة للهروب من المواجهات الدائرة في العبدلي مع الحكومة، ويطالبون نوابهم بتفعيل أدواتهم التشريعية والرقابية في وقف تغوّل الحكومة على جيوب الناس.
بالأثناء تشتد حاجة الدولة الأردنية اليوم لوقوف نوابها ووزرائها إلى جانب الشارع الهائج، لإيصال رسائل للعالم أجمع بأن الأردن لن يترك القدس العربية لقمة سائغة لدونالد ترامب.
صحيح أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، لكن هذا لا يعني بحال من الاحوال بقاءنا مكتوفي الأيدي أمام شاشات التلفاز، بل لا بد من إحراج العالم العربي والغربي ووضعه أمام مسؤولياته تجاه فلسطين والقدس، بعد أن نجحنا في جر أقدام عواصم صنع القرار في المنطقة إلى مربع الإدارة الأردنية.
على النواب أن يلتقطوا الإشارة من تدفق الأوكسجين بشرايين الحياة الديبلوماسية بيننا وبين تركيا والسعودية وقطر بعد أن ظن الجميع أن برودة كانون نخرت عظامها وأجلستها في غرفة الإنعاش.
اليوم نريد أن ندير أزمة العرب بوعي استثنائي تبقي القدس مظلتنا العروبية وتحول دون حدوث اعتداءات وهابية في الوصاية الهاشمية على القدس، وهذا لا يخدمه البكاء يا صديقي.

نيسان ـ نشر في 2017-12-13 الساعة 11:08

الكلمات الأكثر بحثاً