اتصل بنا
 

عن أي إنسان وحقوقه يتحدثون ..!؟

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-12-13 الساعة 11:32

نيسان ـ

احتفل العالم قبل أيام في العيد السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. ولكن أي انسان؟..هل هو ذلك القابع في مخيمات اللاجئين، أم ذلك المعدم في الحواري الضيقة في مدن الضياع، أم ذلك القتيل في شوارع المدن العربية، أو ربما القابع في السجون الصهيونية والمحكوم عليه بعشرين مؤبدا.

حقوق الإنسان في التعبير الحر عن الرأي، ضاعت عندما باتت القوة والمال والنفاق السياسي، هي المسيطرة على العالم، وعندما خرجت البوصلة من موضعها، لترفع أقواما وتحيد أقواما وتتجاهل أقواما، و«تعز أقواما وتذل أقواما»، أما من صاروا أرقاما بعد أن تحولوا إلى جثث، فقد خرجوا من قائمة العطف الإنساني.
وعلى الرغم من أن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت؛ بل إنها قضية الباقين. كما يقول الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، إلا أن حقوق الانسان المعاصرة اهتمت بتحويل الضحايا إلى أرقام، ولم تهتم بالباقين الذين يتجرعون الموت يوميا، خوفا وقهرا وأسرا وحرمانا وجوعا وفقرا.
وإذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صاغه ممثلون يحملون خلفيات قانونية وثقافية متنوعة، من جميع مناطق العالم، يضع معيارا للهدف المشترك لجميع الشعوب وجميع الأمم، ويؤكد على المساواة في الكرامة والقيمة لكل شخص. ويحث الدول على التزام الكرامة الانسانية، دون تفرقة.. إلا أن البعض يتساءل أين تذهب تلك الكرامة عندما يحاسب الضحية بذنب ارتكبه الجلاد؟!.
وبما أن معيار التفرقة والعنصرية والتمييز بين الشعوب والجنسيات والعروق هو المسيطر، فستبقى نظرية حقوق الإنسان وتجلياتها قابعة في يقظة شعوب الدول القوية وحدها.. فهي لهم وحدهم، أي الشعوب المترفة الذين تتمتع بهذه الحقوق، وتنعم بحريتها وكرامتها. أما الشعوب الأقل شأنا، فهي مجرد أرقام ولا حقوق لها إلا في وسائل الاعلام و«السوشل ميديا».
الغريب في أمر هذا الاعلان، إنه تزامن مع النكبة الفلسطينية عام 1948، ولكنه لم يأت على إنصاف الشعب الفلسطيني الذي تشرد في اتجاهات الأرض الأربعة؛ بل كان جل الاهتمام العالمي في ذك الوقت، وحتى الآن هو «الهولوكوست اليهودي» بينما تجاهل تماما الهولوكوست الفلسطيني .
للتذكير فقط، حقوق الإنسان هي مجموعة من المبادئ الأخلاقية أو المعايير الإجتماعية، التي تصف نموذجاً للسلوك البشري، الذي يُفهم عموما بأنه حقوق أساسية، لا يجوز المس بها «مستحقة وأصيلة لكل شخص لمجرد كونها أو كونه إنساناً»؛ ملازمة لهم بغض النظر عن هويته، أو مكان وجوده أو لغته أو ديانته أو أصله العرقي أو أي وضع آخر.
فهل ينطبق أي حرف من هذا التعريف على الإنسان العربي، أو ذلك المقموع والمسحوق في العالم الثالث ؟!.

نيسان ـ نشر في 2017-12-13 الساعة 11:32


رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً