اتصل بنا
 

إلى باسل رفايعة..أريدُ أن أندهش يا خال

نيسان ـ نشر في 2017-12-14 الساعة 18:20

نيسان ـ

أريدُ أن أندهش. تعال أيها الخال، اكتب لي نصًا عاليًا أشهقُ أثناء قراءته. اقطع نفسي، دب القشعريرة على وجه جلدي، خذني معك واجعلني أنسى فوضى الكتب المتمغطة حولي، خذني صوب الكتابة الكونية العالية، كتابة يكتبُ فيها الكاتب وجع عصفور يتعلم الطيران من أمه وتتربص القطة القبيحة لهما، أو اجعلني أشعر بمسؤولية اصطدام ساق سيدة هندية بطاولة الطعام؛ بينما تمرّ. خذني بعيدًا، إلى نصٍ باذخٍ تنام فيه البلاغة والتجربة وانسيابية اللحن النسائي في مقطوعة ذكورية. نصٌ يحبس الأنفاس ويحرر مرابط الشعر من ذهن القراءة.

أريدُ نصًا أنسى سيجارتي بسببه، ثم أحاول سحب نفس منها لأجدها باردة منسية. أريدُ نصًا لا أخطاء في موسيقى صوره الحركية، ضع لي عشبةً وصوت كحة وجراء بنية وشجرة سرو مشذبة.. أكتب في النص عن جدتك الدافئة(خضرا بنت رفيع) ومركبتك الأولى وزميل دراستك الذي يحفر أنفه دائمَا. أريدُ قبحًا مخففًا وجمالًا طاغيًا لا علاقة له بالتنظير والفذلكة وانتقاص تجارب الآخرين، نص للمحترفين، نص ليس فيه أي كلمة من مخزون كبار السن أو معجم المبتدئين 'دهشة، حنين، حب، شوق، شغف، ليل، سُكر، نبيذ، عيناك، حبيبتي، حديقة، لهفة' نص أرى فيه قداسة المتطهرين وعهر الزنادقة. أريدُ غانيةً تلبس زي صلاتها وشيخًا يركب الفيراري ويدوس على البنزين بهمة الرجل الشعور المبارك. أريدُ نصًا كونيًا أغار من صاحبته/صاحبه وأواصل القراءة دون أن أقول للنص القول الأردني الشهير 'حل عن...'. اريدُ نصًا على ارتفاع ألف قدم من كل هذه الوسخ اللغوي.

نيسان ـ نشر في 2017-12-14 الساعة 18:20


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً