الغذاء ليس خطا احمر ..هو كل الخطوط وقد لوثناها بالاستهبال
هشام عزيزات
صحافي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2017-12-29 الساعة 09:33
لن اردد المقولة السمجة المهترئة شكلا ومضمونا ...'الغداء خطر احمر محذور الاقتراب منه ' فقد سئمنا الشعار وهرمنا ونحن نتناول غذاءنا اليومي وبمعايير ومقاييس ومواصفات اقرب الى الحيوانية منها الى الانسانية بمئات الكيلومترات ولا من سائل ومعترض من الاخوان في المسؤولية وذوي الصلاحيات بايقاع العقاب الاقصى .
ولان خطوطا حمراء كثيرة في حياتنا تخطيناها عمدا ,قفزنا عنها ,انتهكنا حرماتها عن سبق اصرار وترصد ولم نسمع لا صوتا ولا طحنا ولا 'وا معتصماها ',لذا سنرفع الصوت عاليا ومعي اصوات ما تبقى من ضمائرنا الحية هنا في محافظة مادبا لنقول ..ان موضوع الغداء 'السائل منه والصلب والمصنع والمستورد والمعلب والمهرب والمصرح له 'بات محكوما بالمافيات وبات الكسب الحرام والربح السريع شريعة وشرعة لاهل المافيات من اهل الدار .
وفيما الرقابة عليه ..ان تشتت وتوحدت وتضاربت وتوزعت صلاحياتها وتراخت او ارتشت! وتناقضت تشريعاتها وضربها الفساد ومنطق الاستغلال ,تقف عاجزة عن وأد الغذاء ووقف الاستهانة بصلاحيته للاستهلاك والاعتداء على عفته وبكارته، ومشهد مواد تدخل في تخنيط الاموات مركونة في زاوية من زوايا صناعة الالبان والاجبان 'للفرجة 'لا للاستعمال ولا لادخالها في الصناعة الوطنية كما افتى المفتون حتى في الغذاء ولو بطريقة الاستهبال .!
حفنة من هذه المادة على 'قد' فنجان قهوة وفق مختصين قادرة على تنشيط خلايا الجسم السرطانية فتذهب بنا ونحن في غفلة من هذا الاستهبال الى الدار الاخرة وان طال الزمان.
رفقا بنا فنحن لم نعد نطيق معزوفة الاستهبال يا رقبائنا من اهل الدار ..!!
فقد ان الاوان لتوحيد الجهات الرقابية وتطوير تشريعاتهاالعقابية فمن خلال تعدد الجهات وعدم وضوح الاجراء العقابي ومطاطيته وتعدد الفتاوي وتشعبها يتسرب الغذاء الفاسد وحماية من بعض من مراكز القرار المتورطة تاريخيا واخلاقيا في معادلة تحويل الاردن الى جنة اشواك تراها تارة في الدواء والغذاء وفي الضمير في العلاقات الاجتماعية وفي السياسة. وفي المال والاقتصاد!!
حقيقة نحن احترنا ..فهل نحن بحاجة الى هزة ضمير ام ثورة ضمير تعيدنا الى الصواب ام نواصل الانحدار والي اسفل السافلين وبعد ان فات الفوات نحاول ان تتدارك وتضرب بيد من حديد.
نيسان ـ نشر في 2017-12-29 الساعة 09:33
رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب